الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرحم التي يتوجب على ابن الزنا صلتها

السؤال

هل لابن الزنا رحم وكيف يمكن وصلها مع العلم أنه يتأذى من وصلهم ويمكن أن يتأذى من عوائل والديه إذ أن لكل من والديه عائلة وماذا تنصحوننا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فابن الزنا إنما يثبت نسبه من جهة أمه لا جهة أبيه. والرحم التي تلزمه صلتها هي رحمه من جهة الأم. وأما الأب فليس بينه وبينه رحم ولا قرابة ولو كان معروفا ومحققا، لأن الأبوة في حق ابن الزنا معدومة شرعا، والمعدوم شرعا كالمعدوم حسا. وعليه فالواجب على ابن الزنا أن يصل رحمه من أمه بالطريقة التي لا يتأذى بها، فإن صلة الرحم واجبة وقطعها محرم، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد: 22ـ23}. وفي صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. وصلة الرحم تحصل بما يعد صلة في عرف المجتمع، فللمرء أن يختار من طرق الصلة ما لا يتأذى معه إذا كان ذلك يعد صلة عرفا.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني