الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمرار نزول الدم على المرأة قد يكون بسبب مرض عضوي أو تأثير من الشيطان

السؤال

أنا فتاة في الخامسة عشر من عمري تأتي الدورة لي طوال الشهر فهل يوجد لحالتي علاج في الطب النبوي؟ لأن الدورة لا تنقطع من عندي وأخذت علاجا ولكن دون فائدة وما حكم صومي و صلاتي في شهر رمضان؟
ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبقت الإجابة على استمرار الحيض مدة أكثر من العادة المعروفة، وذلك في الفتوى رقم: 29962.

ومن الجدير التنبيه عليه أن الفترة الزمنية التي يعتبر فيها الدم دم فساد واستحاضة يجب على المرأة فيها الاغتسال من الجنابة إضافة إلى وجوب الصلاة والصيام وغيرهما مما يجب على غير الحائض. واستمرار نزول دم الاستحاضة قد يكون بسبب مرض عضوي عادي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش لما سألته عن استحاضتها: إنما ذلك عرق وليس بحيض.. والحديث في الصحيحين وغيرهما، وقد يكون ذلك بتأثير من الشيطان ليلبس على المرأة المسلمة دينها وليدخل الحزن إلى قلبها.

ففي حديث حمنة بنت جحش الذي رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما أنها استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن استمرار نزول الدم عليها فقال لها: إنما هي ركضة من الشيطان.

قال الصنعاني في "سبل السلام": معناه أن الشيطان قد وجد سبيلا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها عادتها وصارت في التقدير كأنها ركضة منه، ولا ينافي ما تقدم من أنه عرق يقال له العاذل، لأنه يحمل على أن الشيطان ركضه حتى انفجر، والأظهر أنها ركضة منه حقيقة، إذ لا مانع من حملها عليه. انتهى.

وعليه، فالعلاج الحقيقي لهذه المسألة يكون بالاعتماد على الله والتوكل عليه والاستعاذة من شر كيد الشيطان الرجيم، فإنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

فننصح السائلة بالاستقامة على أوامر الله تعالى والتحصن بالأذكار المشروعة، كأذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج وغير ذلك.

كما ينبغي لها أن تواصل البحث عن التداوي المشروع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد، الهرم. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني