الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يترك الإحسان إلى الأيتام لأجل إسراف أمهم

السؤال

لدي أبناء عم أيتام الأب ولكن أمهم مسرفة بشكل مفرط جدا وبشكل غير عادي عندما أحاول أن أعطيها نقودا أفكر ألف مرة لأنها تصرفها على أشياء تافهة جدا وتترك الأولاد بدون الضروريات فماذا أفعل؟
أرجو الرد .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نهى الله تعالى عن الإسراف في صرف الأموال وعن التبذير. قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { الأعراف: 31} وقال تعالى: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ {الإسراء: 26- 27}.

وقال صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة. وقال ابن عباس: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة. رواه البخاري تعليقا، ووصله غيره.

ونهى الله عن أكل مال اليتيم. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا {النساء: 10}.

وعليه، فينبغي أن توجه من قريباتك إلى أم أبناء عمك من تنصحها وتبين لها حرمة ما تفعله. وإذا عرفت أنها لا تترك تبذير الأموال فالأحسن أن تقتصر فيما تعطيه لأولئك الأيتام على المسائل التي يحتاجونها من الثياب والنفقات ونحو ذلك بدل أن تعطيهم نقودا. ولا يحملنك إسراف أمهم على ترك مساعدتهم، فإن كفالة الأيتام من أفضل القرب. ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني