الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية تزيده بلاء مقترفها

السؤال

أنا شاب في سن 17 سنة وأحفظ شيئا من كتاب الله وأصلي الصلوات الخمس ولله الحمد ولكني أقع في ذنب وأتوب منه أقع فيه مرات عديدة وأتوب منه وأنا بعدما أتوب من هذا الذنب أرجع وأقع فيه وهو (العادة السرية) وأنا والله حاولت البعد عنها ولم أستطع وصمت ولكن بلا فائدة، وأنا أعمل هذا لأني أخشى أن أقع في أمر محرم، وأنا لم أزل طالب ولا أقدر على الزواج ومصاريفه وغيرها من الأمور المتعلقة به، ما حكم فعلي هذا، وماذا أفعل رحمكم الله، أرجو الإجابة على سؤالي هذا مباشرة لشدة حاجتي لذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن فعل العادة السرية محرم في شريعة رب العالمين، والواجب عليك التوبة وعقد العزم على عدم العودة إلى فعلها مرة أخرى، والندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، واعلم أن فعل العادة السرية لا يهدئ من شهوة فاعلها، بل إنها تزيده بلاء، ومن رحمة الله تعالى أنه لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله،.

وإن من أعظم الأدوية الدعاء، فقد وعد الله بإجابة من دعاه، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، فادع الله أن يرفع عنك هذا البلاء، والتمس في دعائك أوقات الإجابة، وانظر آداب الدعاء وشروط قبوله وأوقات الإجابة الفاضلة في الفتاوى: 23599، 17449، 32655، 8581.

وننصحك بالانخراط في صف الشباب الصالحين، فعليك بهم، وانتظم في سلكهم، فإنك إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، ولا تجعل للفراغ إلى قلبك سبيلاً، واحذر من إطلاق البصر إلى ما لا يحل النظر إليه، واستحضر مراقبة الله لك، وطالع طائفة من التدابير الواقية من الوقوع في العادة السرية في الفتاوى: 1087، 2283، 52466، 9195، 34473.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني