الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان ودوره في تمكين الوسواس القهري

السؤال

في البداية أود أن أشكركم على هذه الخدمة، في الحقيقة أنا فتاة مسلمة وفقني الله لأداء واجباتي الدينية، والحمد لله، لكن منذ طويلة وأنا أعاني من مرض الوسواس القهري الذي حول حياتي إلى جحيم، حيث كانت البداية بالشك في الوضوء، علما بأنني أعاني في أغلب الأوقات من كثرة فلتان الريح، ثم انتقل الشك إلى الصلاة، والآن أعاني من الشك في طهارتي الكبرى، حيث تخالجني الشكوك في طبيعة الإفرازات البيضاء والصفراء التي أجدها على ملابسي الداخلية، هل هي مني أو ودي أو مذي حتى أنني لا أستطيع النظر في وجه الرجال حتى والدي خوفا من ذلك، وأنا على وشك أن أغتسل لكل صلاة والأسوأ أن هذا حدث في رمضان، فهل صلاتي وصيامي جائزان، أغيثوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن الوسواس القهري مرض خطير يضطر الشخص إلى تكرار الطهارة والعبادات الأخرى، ويزداد هذا المرض تمكناً من الشخص كلما ازداد هو في تكرار العبادة.

وللشيطان دور كبير في جلب هذا النوع من الأمراض وفي استحكامه، روى أحمد وأبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه -يعرض بالشيء- لأن يكون حممة أحب من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

وعلى المصاب بالوسواس القهري أن يتوجه إلى الله بصدق ويدعوه كشف ما به، ويكثر من ذكر الله، قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وقال: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، ومن علاج الوسواس أن يلهو عنه المرء، ولا يلتفت إليه، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 10355.

وبها تعلمي أن صلاتك وصيامك صحيحان، وليس عليك إعادتهما، ولا أن تغتسلي لكل صلاة، بل الواجب الإعراض عن تلك الشكوك وأن لا تلتفتي إلى شيء منها، وإنما تقتصرين على ما تحققت حصوله من النواقص، وراجعي الجواب: 2662 لمسألة خروج الريح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني