الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العاقل يعمر الوقت بما هو نافع في الدنيا والآخرة

السؤال

شيخنا الفاضل: أثابك الله وبعد: أنا سيدة ملتزمة وزوجي وأولادي منذ فترة ليست بالبعيدة بدأت أشاهد المسلسلات العربية مع أنني حريصة جداً على عدم مشاهدتها وعدم الاكتراث بها وأحرص كذلك على أولادي منها ومن الأغاني طبعاً، وأنا خائفة أن يكون هذا استدراجا لي من الشيطان، حيث إنني قبل هدايتي لم أكن أهتم بها فأتساءل مع نفسي لذلك وأحاسبها كثيراً وأراقبها وأبقى خائفة أن يكون كما ذكرت من خطوات واستدراج الشيطان، أحياناً أبرر لنفسي وأقول ربما من قلة الصحبة والناس هنا في البلد الأوروبي الكئيب وأكثر من ذلك طول مدة الغياب عن الوطن والأهل من عدة سنوات طويلة بسبب ظروف ما فأنا لا أرى سوى زوجي وأولادي وأحياناً صديقة لي تأتي مرة كل أسبوعين وهكذا يا شيخي مع كل ما ذكرت لا أرى تبريراً لمشاهدتي للمسلسلات لأن في رؤيتها تزيد نفسيتي سوءاً حيث إنني لم أكن هكذا أبداً وكل ما يهمني هل علي إثم، وصدقني لا أنتظر الجواب بالإيجاب فليس هذا ما أصبو إليه الذي أسعى إليه هو، هل إذا كانت هذه من خطوات الشيطان ومن الفتن والتي كثرت في هذا الزمن.. هل إذا كان شيء من هذا القبيل كيف أتصرف وأنجو من أمر لا أرى فيه ما يطمئن القلب أو يزيد من إيماني، أسأل الله عز وجل لكم الثبات والسداد ونسألكم الدعاء من قلب صادق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العلي القدير أن يسلك بنا وبك سبل الهدى والنجاة ويعصمنا وإياك من الزلل، ويحقق لنا ولك الفوز بمرضاة الله تعالى والابتعاد عن معصيته، وراجعي الفتوى رقم: 1791 ليتأكد لك ما هو مستقر عندك من تحريم النظر إلى هذه المسلسلات.

والظاهر من سؤالك أنك لا تريدين معرفة حكم مشاهدة المسلسلات لأنك على علم من ذلك، والذي يبدو أنك تريدينه هو كيف تتصرفين حيال ما ذكرته من الظروف، وكيف تعملين ليطمئن قلبك ويزداد إيمانك.

ونقول لك في هذا إن على العاقل أن يغتنم الفرصة ويعمر الوقت بما هو نافع له في الدنيا والآخرة، وأزكى ما يعمر به الوقت ويزيد الإيمان وتشفى به الصدور قراءة القرآن وتدبر معانيه وذكر الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}، وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، ثم عليك بقيام الليل والصيام ما أمكنك الصيام والتضرع بالأسحار، فإن ذلك يصلح القلب وينير البصيرة.

فنسقي مع صديقتك لإعداد برنامج يشمل تلاوة القرآن، وذكر الله، ومطالعة الكتب النافعة، والاستماع إلى الأشرطة المفيدة، واتخذي ذلك بديلاً عن المسلسلات المفسدة، ونسأل الله أن تجدي في هذا بغيتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني