الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل المخطوبان يكونان لبعضهما إذا دخلا الجنة

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء لما تقدموه من فائدة و علم للمسلمين
و الله يا شيخ أريد أن أسأل إذا كان شاب يريد الزواج من فتاة و عاقد العزم والأمل ومتوكل على الله ويريد الزواج منها و كان أهل الشاب عارفين بالأمر وموافقين عليه ولكن إذا جاءت البلية والمصيبة أن يفرق الموت بين الشاب والفتاة أي يموت الشاب أو تموت الفتاة....بإحدى أنواع الوفيات فهل تكون الفتاة من نصيبه بالجنة إذا ما لم تتزوج من غيره بعد وفاته؟
وهل يكون الشاب هو من نصيب الفتاه في الجنة ما لم يتزوج من غيرها؟
أرجو الإجابة بالتفصيل وجزاكم الله خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله سبحانه خلق الجنة للمؤمنين وأعد لهم فيها من كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، قال الله تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{فصلت: 31}. وقال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف: 71}.وملأها من جميع الخيرات وأودعها من النعيم والحبرة والسرور والبهجة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

ولذلك على المؤمن أن يكون همه هو الوسيلة التي توصله إلى الجنة وتجعله من الفائزين بها من الطاعات والصالحات، فلا يحتاج أن يفكر هل ما فاته في الدنيا سيلقاه في الجنة، فإنه يتحقق له كل أمانيه وزيادة على ذلك.

ففي حديث أبي هريرة الطويل الذي أخرجه البخاري وغيره وفيه: ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك، فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا بن آدم ما أغدرك! أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله عز وجل: من كذا وكذا، أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني، قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله، قال أبو هريرة لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله: لك ذلك ومثله معه، قال أبو سعيد: إني سمعته يقول ذلك: لك وعشرة أمثاله

أما بخصوص ما سألت عنه فالوارد هو أن الزوجين في الدنيا من أهل الجنة يكونان كذلك في الجنة هذا إذا لم تتزوج المرأة أكثر من زوج في الدنيا، فإن كان لها أكثر من زوج فإنها تكون لآخرهم لحديث: المرأة لآخر أزواجها

ولم يرد في المخطوبين شيء حسب علمنا .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني