الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين النفقة على الوالد وعلى بناء مسجد

السؤال

سؤالي هو أريد أن أتصدق ببعض المال في سبيل الله ولكن أنا حائر من يكون أولى بالصدقة.
أولا: والدي بنى دارا ويعجز عن إكماله من قلة النقود
ثانيا: يوجد في منطقتنا مسجد قيد البناء ولكنه لم يكمل بسبب قلة النقود أيضا. علما بأن منطقتنا ليس فيها مسجد سوى هذا الذي يبنى حاليا. فماذا أفعل ومن أولى بهذه الصدقة ؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله ألف خير والله لا يضيع أجر المحسنين والله ولي التوفيق .
ملاحظة: أنا متزوج ولدي طفلان ولا أملك دارا للسكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من الإحسان إلى الوالدين الإنفاق عليهما لاسيما مع الحاجة أو العجز عن إكمال الحاجة، وهذا النوع من الإحسان يكون في حالة فقر الوالدين واجبا، ويكون مستحبا في حال ما إذا كان لهما مال أو كسب لا يشين بهما ويليق بحالهما. فإذا كان والد الأخ السائل محتاجا إلى إكمال بناء سكن له فالأولى صرف المال إليه ما لم يكن السائل وأولاده وأهله أحوج إلى بناء سكن فصرفه في ذلك أولى.

ويدل على هذا الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا، فقال رجل يا رسول الله: عندي دينار، قال: تصدق به على نفسك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على ولدك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على خادمك.

قال الشوكاني: حديث أبي هريرة فيه دليل على أن الإنفاق على أهل الرجل أفضل من الإنفاق في سبيل الله. اهـ.

فالمقصود أن النفقة على الأهل والولد والوالد أفضل من النفقة على بناء مسجد.

وفي الحديث: ابدأ بمن تعول. رواه أحمد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني