الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمنع زوجته من أمها حتى لا تفسد حياتهما

السؤال

وأنا في سن السابعة والعشرين جاء إلي رجل كنت أعرفه من قبل وتحدث إلي أنه عنده فتاة تصلح زوجة لي بعد أن أثنى علي وقال إنني على خلق طيب وكان ذلك بأسلوب حسن، فقبلت لأنه رجل ظاهر حاله الالتزام ثم بعد ذلك عرض علي العمل معه في مشروع بناء مدرسة فقبلت وبعد أن تمت الخطبة كان كل الاهتمام بالمدرسة وليس هناك أي اهتمام بالزواج إلا بعد الانتهاء من المدرسة فاستمر العمل فيها لمدة عام كامل وبعدها تغيرت معاملة هذا الرجل بعد انتهاء المشروع من ناحية النسب ومن ناحية العمل أصبحت مطالبا أمام العمال بحقوقهم لأنني كنت في وجه المدفع وعندما أسأل عن حقوق هذه العمال تكون الإجابه لقد خسرت وليس عندي مال أعطيه لأحد ولا أحد يعلم أين يذهب هذا الرجل وأين ذهب ماله لأنه يغيب عن بيته بالأسبوع والأسبوعين وربما بالشهر.وأما بالنسبة لي خسرت كل ما أملك في تسديد حق الناس ومنهم أخي وكان لي شريكا قال هذا حماك فليس لي شان في ذلك، وبالنسبة للزواج قد تم العقد بعد عام ونصف من الخطبة علي أن يتم البناء بعد عام وقبل انتهاء العام بثلاثة شهور طلبت أن نبدأ التجهيزات ولكن قد تغيرت النفوس تماما وعندما تحدثت إليه يا عم يسر علي فأنت تعلم ما تعرضت له قال لي لا تتمحك في الدين فإني لي وضعي ولن أتنازل عنه فأنا ضد التيسير وضد الشرع وهذا ما عندي فذهبت إلي أخيه الأكبر فقال لي لقد أخذته العزة بالإثم فاترك له فرصه من الوقت يعيد فيها تفكيره مرة أخرى وأني ليس لي عليه سلطان، فما كان مني إلا أن سافرت إلى محافظه أخرى ومكثت بها شهرا ونصف حتى أترك له فرصة الرجوع إلى الصواب ولكن ما حدث العكس لقد تدخلت الأم وأفسدت علي زوجتي فوجدت زوجتي تطالب بالطلاق بعد أن كنت أغلى شيء عندها، وهي كذلك عندي، فما كان مني إلا أن صبرت حتى عادت الأمور بيني وبين زوجتي فعلمت منها أن أمها قد باعت الشبكة وقامت بالتجارة في الملابس بهذا المال وبعلم الوالد الذي كان بيني وبينه اتفاق على أن الذهب سوف يساعدنا في بناء البيت وقالوا لما تذهب إلى بيتك سوف نحضر لها الذهب مرة أخرى ليس هذا كله فحسب بل إني علمت بعد ذلك أن أم زوجتي قامت بسؤال زوجتي عن رأيها في خطبتها لشخص آخر يبحث عن زوجة، فلما علمت ذلك سألت عن حكم البناء بزوجتي بدون علم ورغبة أهلها فقيل لي إنها زوجتك شرعاً فبنيت بها منذ عام وليس بيننا وبين أهلها صلة حتى الآن، السؤال هنا: فما الواجب علينا تجاههم (علما بأنهم لم يسألوا عن ابنتهم إلا مرة واحدة حضرت فيها الأم إلينا وطلبت منها إحضار حقي وحق ابنتهم فذهبت ولم تعاود الاتصال مرة أخرى)، فهل عدم السؤال منا عنهم فيه إثم، مع العلم بأن الأم لا تحب لي الخير ولو تمكنت من ابنتها سوف تكون سببا في فساد العلاقة بيني وبين زوجتي!، هل الشبكة من حق أهل زوجتي، هل يجوز الأكل من مال هذا الرجل والد زوجتي حيث إنه يستهين بحق الناس وأسهل شيء عنده الدين وإمضاء الشيكات بصور غير صحيحة ثم الهروب والتنكر منها أمام القضاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم في الفتوى رقم: 60423، جواباً فيه بيان وجوب صلة الرحم وبخاصة الوالدين، وما ينبغي فعله في حالة خشية الزوجين من أم الزوجة إفساد العلاقة بينهما، مما يغني عن إعادة ذكره فيرجى الاطلاع على الفتوى المشار إليها.

أما عن الشبكة؟ فالشبكة لا تخرج عن كونها إما جزءا من المهر، أو هدية أهداها الخاطب لمخطوبته بحسب العرف أو نية الخاطب، وليس لأهل الفتاة شيء منها في كلا الحالتين.

وأما مسألة الأكل من مال أبي الزوجة الذي لا يتورع عن كسب المال الحرام، فيدور بين الحرمة والكراهة، وتقدم بيان القاعدة في ذلك في الفتوى رقم: 60040 فنحيل السائل الكريم إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني