الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى أثر "نحن قوم لانأكل حتى نجوع.."

السؤال

أرجوكم أن تبينوا لنا صحة هذا الحديث (نحن قوم لا نأكل وإن أكلنا لا نشبع) والمعنى المراد منه لكوني سمعت أخا في المسجد يعزم آخرين على الأكل بعد أن شبعوا ويقول بأنه من السنة أن يأكلوا واستدل بهذا الحديث السالف ذكره .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نعثر بعد البحث على حديث بهذا اللفظ، وقد ذكر بعض أصحاب السير في قصة إرسال المقوقس طبيبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضمن بعض الهدايا، ذكروا أنه صلى الله عليه وسلم قال له: نحن قوم لانأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع. وقد ضعفه الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .

ومعنى الحديث ـ إن صح ـ أنهم ليس كل همهم الطعام، فهم لا يتناولون الطعام إلا عند الحاجة، وإذا تناولوا فإنهم لا يسرفون في الأكل، وإنما يأخذون بقدر الحاجة. وليس فيه نفي وقوع الشبع أصلا وواقعا، فإن الصحابة كانوا يشبعون أحيانا، ففي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا هريرة لبنا فشرب، فما زال يقول: اشرب، حتى قال له: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا. وفي الصحيحين أن جابرا صنع طعاما فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم أهل الخندق، ثم قال لجابر، ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا.. وراجع الفتوى رقم: 12157، والفتوى رقم: 48493، 47229.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني