الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل أن الإسرار بالصدقة أفضل

السؤال

هل يجوز للزوج أن يخبر الزوجة عن المبالغ التي يتصدق بها دون أن ينقص من أجره شيئاً ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأفضل في حق المسلم إخفاء صدقته التي هي من باب التطوع محافظة على الإخلاص والبعد عن الرياء؛ بدليل قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {البقرة: 271}

قال الإمام ابن كثير في تفسيره: فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، لأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة. والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية. انتهى.

هذا إضافة إلى ما ثبت في الصحيحين أن من ضمن السبعة الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله.

قال الإمام النووي: وفي هذا الحديث فضل صدقة السر. قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل، لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء، وأما الزكاة الواجبة فإعلانها أفضل. انتهى.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 26758.

وعليه، فالأفضل في حقك إخراج الصدقة سرا من غير إخبار أحد بما في ذلك زوجتك. لكن يجوز لك إخبارها بتلك الصدقة، وتكون بذلك قد تركت الأفضل والأكثر ثوابا وهو الإسرار بها، إلا إذا كان في إخبارها مصلحة معتبرة شرعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني