الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التذكير بعظيم إثم عقوق الوالدين

السؤال

لي أخت متزوجة بالضفة الغربية أكبر أبنائها طالب جامعي عمره 20 سنة، وعندها من الأولاد أصغر منه وأبوهم رجل يدعي أنه يعرف الله وحج البيت الحرام قبل سنوات، المشكلة أن هذا الابن وإخوانه الآخرين يعتدون دائماً على أمهم بالضرب وفي أحد المرات كسروا يدها، طبعاً هذا بعلم وتحت إشراف أبيهم (الحاج) كما يسمي نفسه، أنا وأخي الأصغر مني نعيش بالسعودية ولا يوجد لنا أحد نعتمد عليه بالضفة الغربية وحينما يتدخل أحد من طرفنا هناك يدعي الأب أن هذا غير صحيح ولا أساس له من الصحة، بالإضافة إلى هذه المشاكل مع أولادها وزوجها، أختي تعاني من ظروف صحية سيئة وأمراض متعددة ونحن لا نقدر أن نعمل لها شيئا حيث إن وجود الاحتلال يحول بيننا وبينها ومساعدتها في حل مشاكلها مع الحاج وأولاده، منذ مدة نصحتها بالهروب للعيش مع إخواني في الأردن، لكنها رفضت وتريد البقاء مع زوجها وأولادها لأنها تحبهم ولا تريد التفريط فيهم رغم هذا العقوق والحياة الصعبة التي شرحتها لكم، سامحوني على الإطالة وغير مستعجل على الإجابة، لكن أفيدوني جزاكم الله خيراً ماذا بإمكاني أن أعمل مع مثل هذه الحالة، وماذا تنصحون أختي لمواجهة هذا العقوق والتعذيب إن صح التعبير؟ بارك الله فيكم، وعم بنفعكم جميع المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنوصي أولاد أختك بتقوى الله تعالى وطاعة أمهم، فإن العقوق من أكبر الكبائر وأقبح الأفعال، وانظر الفتوى رقم: 60196.

ويمكنك مساعدتها بنصح أبنائها وزوجها وتذكيرهم بالله تعالى، وإرسال الكتب النافعة والمحاضرات المؤثرة، وتوسيط أهل الخير والصلاح ليكلموا أبناءها وزوجها، ولا ننصحك أنت بالتدخل في شؤونها ما دام من أبنائها من جاوز سن البلوغ وخصوصاً أنها راضية بالعيش مع أولادها وزوجها، فقد تكون قارنت بين مفسدة تركها لبيتها وتخليها عن أولادها وزوجها وبين المفسدة والمضرة المترتبة عليها من أهل بيتها فوجدت أن مفسدة خروجها من بيتها وتركها لأولادها وزوجها أعظم. وفقك الله لما يحب ويرضى، وفرج الله عن أختك، وجزاها على صبرها خيراً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني