الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطيب غير المؤهل وجعل الخطبة للمصلحة الشخصية

السؤال

هل يجوز أن يصعد المنبر للخطابة شخص لم يتعلم على أيدي علماء الدين وتكون خطبه لمصلحته الشخصية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العلم بالتعلم، والتعلم الصحيح هو ما كان من أفواه الرجال لا من بطون الكتب فقط، أي من مشافهة العلماء حتى يفهم المتعلم ما يشكل عليه مما في الكتب، لأنهم قد تلقوا ذلك عن مثلهم وهكذا.

أما مسألة الخطابة، فالضابط فيها الكفاءة، فمن كان له أهلية جاز له أن يمارسها، لكن لا ينبغي أن يخوض فيما لا يعلم، وإن كان الموضوع موضوع خطبة الجمعة، فإن الفقهاء قد ذكروا لها شروطاً وأركاناً لابد أن يؤتى بها فيها، ومن هذه الأركان عند أكثر أهل العلم: حمد الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية فأكثر من كتاب الله وشيء من الوعظ، والقيام والقعود بين الخطبتين وتقديمهما على الصلاة، ورفع الصوت بحيث يسمع العدد المعتبر، ويشترط لهما أن تكونا بعد دخول الوقت على خلاف بينهم في تفاصيل ذلك، والأصل أن تكون الخطبة لمصلحة المسلمين السامعين أو لعامة المسلمين.

أما تخصيص الخطيب الخطبة لمصلحته الشخصية، فإن كان في غير الجمعة فلا مانع من ذلك ما لم يأت بما يخالف الشرع من قول غير الحقيقة أو تزكية نفس لا داعي لها، وأولى في الجواز إن كان يدفع عن نفسه شبهة أو يتظلم ويطلب رفع الظلم عنه، وكذلك خطبة الجمعة فبعد أن يأتي بالواجب فيها فلا مانع من أن يتكلم عما يتعلق به هو في حدود ما ذكرنا من دفع شبهة عنه أو تظلم إن دعت لذلك ضرورة، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن بعض الناس ما يكره خطب ورفع اللبس وربما يشكو من أناس آذوه في أهله أو أصحابه.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 16515، 13155.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني