الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أدرس الطب في الجامعة وأسكن بعيداً عن أهلي فمع اجتماع هذين الأمرين تراودني الشهوة كثيراً فلا أستطيع أن أدرس إلا بعد إفراغها بالعادة السرية لكني أحاول فأغض البصر بقدر ما أستطيع وأصلي وأنا ملتزم حيث قطعت علاقاتي بكل النساء ومع ذلك لا أستطيع الدراسة فيضيع مني الوقت الكثير الذي يفترض بي أن أدرس به وأنا أقاوم الشهوة فأتضايق في دراستي وأغضب فأفعل هذه العادة بعد أن خسرت كلا الأمرين وأنا أعرف أن الخلوة هي سبب رئيسي لكن أخلو كي أدرس لكن يحصل العكس وأريد أن أضيف شيئا مهما أني آكل كثيراً وإني عندما أكون جائعا لا أستطيع الدراسة فهذا ما يمنعني من الصوم وأنا أخاف الفشل في الدراسة كي لا أضيع تعب أهلي، وقسما إني أحاول أن أتوب توبة نصوحا لكن هذا الذي يحصل معي وقد عجزت عن حله وأنتم ترون حال المجتمع وخصوصا الجامعات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطهر قلبك ويشرح صدرك ويملأه إيماناً وتقوى، ويبغض إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا وإياك من الراشدين.

أيها الأخ الكريم: اعلم أن الشهوة والغريزة فطرة مركبة في الإنسان لا يخلو منها فرد، ولكن المؤمن المتيقظ الذي يراقب الله تعالى ويعلم أنه يراه، وأنه صائر إليه ومجازيه يكبح جماح تلك الشهوة ويلجمها بذلك الإيمان وبتلك المراقبة لله تعالى فيمنعه ذلك من تفريغ هذه الشهوة فيما حرم الله.

هذا، ولقد بينا حكم ارتكاب العادة السرية في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1087، 2283، 7170، 52466، 9195، 34473.

هذا، وإن كنت قادراً على الزواج أثناء دراستك فتزوج، ولا عذر لك في التأخير، وإن لم تتمكن من الزواج ولم تكن قادراً على مؤونته، فاجتهد في الصيام، ولا تعجز ولا تنقطع بحجة الشعور بالجوع، فإنه لا بد في الصيام من الجوع، ولكن بعد فترة تتهذب هذه النفس الأمارة بالسوء، ويكفيك الوصية النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.

واقطع عنك جميع أسباب الغواية من إطلاق للبصر إلى الأجنبيات، أو تساهل في الكلام معهن لغير حاجة، ونحو ذلك مما يهيج الشهوة عندك ويزيد من آثامك وذنوبك، وانظر الفتوى رقم: 18768.

كما ننصحك بالالتجاء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يرزقك العفة، وأن يحفظ فرجك عن الحرام، وتحر في دعائك آداب الدعاء والتمس أوقات إجابته الشريفة، وانظر ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395، 23599، 17449، 32655، 8581.

وعليك أن لا تختل بنفسك كثيراً، بل اجتهد في أن تكون لك رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاشترك معهم في طلب العلم النافع واستماع الأشرطة الدينية، ونحو ذلك من الأنشطة التي تشغل الفراغ وتعود بالنفع في الدين والدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني