الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة العاجز عن رد الحقوق لأصحابها

السؤال

سؤالي أنا شخص أتوق للرجوع إلى الله ولكني أجد عقبة كؤودا أمامي حيث من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها ، فإن كنت عاجزاً عن إرجاع هذا الحق لعدم استطاعتي حالياً ؟
بمعنى أوضح أنا لم أحفظ الأمانة وبددتها وصرفت مبلغاً كبيراً منها ،وحلفت لصاحب المال بأني لم أمد يدي لماله وأنا كاذب والآن ماذا أفعل ؟
1- عدم استطاعتي إرجاع المال لصاحبه لضخامته .
2-عدم استطاعتي الاعتراف له حيث مرت فترة طويلة على الموضوع .ولخوفي من ردة فعله حيث إني أعول عائلة كبيرة .
أرجوكم دلوني على الطريق الصحيح ولكم من الله حسن الجزاء .
فوالله إن هذا الموضوع يسبب لي الأرق والخوف الشديد .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي الكريم أن باب التوبة مفتوح، وأن الله غفور رحيم مهما بلغ الذنب، ومهما عظم. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} وقال تعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. رواه الترمذي.

فبادر أخي الكريم بالتوبة إلى الله من ذلك الذنب واعزم العزم الأكيد على رد الحقوق إلى أهلها وسيعينك الله ويسدد عنك ولو بعد حين.

صحيح أن التوبة لا تقبل إلا إذا استوفت الشروط، وأن من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أهلها؛ لكن إنما هو في القادرعلى رد الحقوق، أما من عجز عن ذلك وكان عازما على الرد فتوبته مقبولة إن شاء الله.

ولا يعني ذلك أن الحق قد سقط من ذمته؛ بل هو باق في ذمته حتى يتيسر حاله، فإذا تيسر حاله وجب عليه رد الحق إلى أهله.

وعند الرد لا يلزمه أن يُعْلِم من له الحق بطريقة أخذه لحقه بل يكفيه إيصاله إليه ولو بطريقة غير مباشرة كإرسالها له باسم مجهول، والذكي لا يعدم حيلة.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليك وأن يسهل أمرنا وأمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني