الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتلاء بين تكفير الذنوب ورفع الدرجات

السؤال

أريد أن أعرف من حضرتكم كيف أستطيع ان أدرك أنني أسلك في حياتي طريقا مستقيما وأن ما أعانيه من شدائد ليس إلا ابتلاء من عند الله سبحانه وتعالى والأهم من هذا كله كيف أدرك أنني أصبر. أرجوكم ساعدوني فإني أخشى عذاب يوم شديد. جزاكم الله كل خير و شكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سلوك الطريق المستقيم يكون بالاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديهما وتقديمهما على مراد العقول وهوى النفوس، ومن أراد أن يعلم مدى استقامته فليعرض نفسه على هذا الميزان، وانظري الفتوى رقم: 1208.

وأما الدقة في تمييز البلاء الواقع على العبد هل هو عقوبة لتكفير الخطايا ومحو الذنوب والسيئات أم أنه ابتلاء لتمحيص العبد ورفع درجاته وزيادة حسناته فإن هذا ليس لابن آدم عليه سبيل لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وانظري الفتوى رقم: 13270.

واعلمي أن الصبر الواجب على العبد إنما يكون بمجاهدة النفس وكفها عن التسخط، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه.

هذا، وإن الواجب على العبد أن يتفقد نفسه ويتعاهدها وأن ينظر في مدى استقامته على أمر الله وتمسكه بدينه تعالى حتى يعلم من أين يؤتى، وقد كان من يقظة السلف أنهم كانوا يحصون عثراتهم وتضييعهم لحق الله تعالى ويربطون ذنوبهم بما يصيبهم من البلاء، فقال بعضهم: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي، وهذه اليقظة مدعاة للتوبة والاستغفار من الذنوب.

وللفائدة طالعي وسائل الثبات على منهج الله تعالى والاستقامة على أمره في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 16610، 21743، 12744.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني