الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في توزيع الصحف والخطابات المشتملة على منكرات

السؤال

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه الكرام البررة ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.... أما بعد:
فضيلة الشيخ حفظك الله ورعاك وجعل جنة الفردوس مثواك، عندي سؤالان منفصلان وأن يكون الجواب منك سريعا للحاجة الماسة التي أنا فيها، أنا متزوج ولي سبعة أولاد ولله الحمد وأقيم في بريطانيا وأحاول العودة إلى بلدي الأصلي وأنتظر المصالحة وآمن على نفسي وديني والعودة إلى بلدي حين تستقر فيه الأوضاع، علما بأنني جئت إلى هنا مضطراً وليس للعمل أو المال والله يشهد على ذلك، السؤال: أنا أعمل سائقا بسيارتي الخاصة ولي عقد مع شركتين أنقل (أوًزع) الجرائد بالنسبة إلى الشركة الأولى والرسائل والطرود بالنسبة إلى الشركة الثانية, العمل الأول أنقل الجرائد الإخبارية اليومية البريطانية وليست المجلات جرائد إخبارية أنقلها من الشركة (المطبعة) إلى المحلات التي تبيعها للمطبعة وعملي بالضبط هو التحميل من المطبعة إلى المحل مجرد نقلها بموجب العقد على شكل رزم، علما بأن هذه الجرائد تحمل أخبارا وتحليلات وآراء الكتاب (مثل الجرائد الاخبارية اليومية في الدول العربية)، ولكن هنا هي جرائد بريطانية وتحمل في بعضها أو أغلبها صورا لنساء عاريات وفنانين في عرفهم وزيادة على ما سمعت كما تعلمون في مثل هذه البلدان الأوروبية، وأما العمل الثاني فهو مثل البريد ولكنه مع شركة خاصة يتم من خلالها إرسال الرسائل إلى بيوت وشركات وغيره ومنها رسائل إلى مراكز القمار، علما بأنها رسائل وخطابات وطرود ولا علم لي بما فيها ولا يحق لي السؤال عما فيها وهل يجب علي أن أبحث وأسأل عما فيها بالسؤال، علما بأن العمل في الجرائد هو غير العمل في الخطابات والطرود بمعنى أعمل عملين للحاجة التي أنا فيها فأولادي كبروا ويجب إدخالهم إلي المدارس الإسلامية وهي بالرسوم وغالية جدا في هذا البلد، علما بأنني جئت إلى هذا البلد فرارا بديني ولم آتي من أجل العمل أو جمع المال والله يعلم ذلك كما أنني حاولت العمل في الإدارات ولكنها لا تخلو من الخلوة وتوابعها المرة، كما أنني باق في هذا البلد بصفة مؤقتة حتى يفتح الله علي ويحتاج ذلك إلى مال إن كتب الله لنا الخروج إن شاء الله والله يعلم كم نعاني في مثل هذه البلدان من ناحية الدين، وجزاكم الله كل خير ونفعٍ لهذا الدين كما أساله سبحانه أن يوفقكم إلى الجواب الصواب إن شاء الله وأسأله سبحانه أن يجعل درجتكم في عليين وسببا في نصرة هذا الدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك الإعانة على توزيع هذه الصحف التي تشتمل على الصور العارية، لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، فإن استطعت أن تقتصر على توزيع الصحف التي لا تشتمل على هذه الصور فبها ونعمت، وإن لم تستطع وجب عليك ترك هذا العمل إلى غيره من الأعمال المباحة، وتيقن أن الله تعالى سيخلف عليك خيراً، ففي أثر عن أبي بن كعب: ما ترك عبد شيئاً لا يتركه إلا لله إلا أتاه الله بما هو خير منه من حيث لا يحتسب. رواه وكيع في الزهد.

أما عن البريد الذي تحمله إلى مراكز القمار، فإن هذا البريد يشتمل في الغالب على أوراق تعين على ممارسة القمار، أو تدعو إليه فلا يجوز لك العمل فيها أيضاً لما ذكرنا، ومن النادر أن تكون تلك الخطابات لا صلة لها بالقمار، أو محرم آخر، والعبرة بالغالب لا بالنادر، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 40591، 21223، 39528، 46499.

علماً بأنه في حالة حرمة العمل في المجالين المذكورين مع عدم التمكن من غيرهما، وقيام الحاجة إلى المال لسد الحاجات الضرورية، فلا مانع من البقاء فيهما مع الاجتهاد في البحث عن غيرهما، بشرط عدم الادخار منهما، فلا يجوز لك أن تأخذ إلا بقدر ضرورتك وتتخلص من الباقي، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني