الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لاتغتسل الحائض ولاتصلي حتى تتقين انقطاع الدم

السؤال

أنا غير متزوجة وعمري31 سنة وأتناول حبوب تنظيم الحيض وقد يكون لها تأثير منع الحمل و تسبب لي اختلافا فيما اعتدت عليه حيث ينتهي الحيض لدي ولا أري دماً مطلقاً في اليوم الرابع ولكن في اليوم التالي أرى بقعة صفراء فقط أي خلال 24 ساعة لا يوجد سوى هذه العلامة و قد تتكرر الحادثة في اليوم التالي .فمتى أغتسل حال انقطاع الدم أم في اليوم التالي أم بعده...؟و يحد ث بعد أن أغتسل بيوم أن أرى الطهر فهل يجب إعادة الغسل منه؟و بعد نزول الطهر إن رأيت بقعة صفراء ولو في نفس اليوم فهل يجب الاغتسال مجدداً؟أرشدوني جزاكم الله خيراً...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت : "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج فلما جئنا سرف حضت، فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال ما يبكيك لعلك نفست؟ قلت: نعم. "قال فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم... إلى آخره".
فهذا الحديث يستفاد منه أن الحيض أمر كتبه الله تعالى أولا على بنات آدم فيجب عليهن الرضى به والتسليم له، كما قد يلوح للمتأمل في تلك العبارة النبوية أنه لا ينبغي للمسلمة أن تستعمل الأدوية الحديثة لرفع حيضتها أو تأخيرها أو تنظيم دورتها، وإنما عليها التسليم والامتثال ما لم يكن ذلك لحاجة كأن تكون في أثناء الحج ،أو يكون لعلاج استحاضة . لذا فإننا ننصح السائلة وغيرها من بنات المسلمين أن لا يتعرضن لما كتبه الله تعالى عليهن برفع ولا تأخير ولا تنظيم، وأن يسلمن ويرضين بما قدره الله تعالى فهو أدرى بمصالح عباده وحكيم في أفعاله سبحانه.
وأما بعد استعمال هذه الحبوب وتأثيرها على العادة الشهرية فالحكم أن من انقطع عنها الدم، ورأت إحدى علامتي الطهر: الجفوف أو القصة البيضاء فعليها أن تغتسل وتصلي وتصوم، وتفعل ما تفعل من طهرت من الحيض، إذا رأت الصفرة بعد ذلك ، -أي بعد الطهرالمحقق فلا تعدها شيئا- أي لا تؤثر على طهرها ولا تترك لها صلاة ولا غيرها،
أما إذا رأتها قبل الجفوف أو القصة البيضاء فعليها أن لا تستعجل، وأن تبقى في حكم الحائض لا تغتسل ولا تصلي .لأن الصفرة في زمن الحيض حيض وفي زمن الطهر طهر، ثم إن من رأت الطهر أي القصة البيضاء بعد أن تطهرت مستندة إلى الجفوف فلا يلزمها الاغتسال مرة أخرى للقٍصة، ولكن يستحب أن تنتظرها ولا تغتسل حتى تراها لأنها أبلغ من الجفوف في الدلالة على نهاية الحيض وإدباره، هذا ما لم يؤد بها انتظار القصة إلى خروج وقت الصلاة إن كانت قد تحققت من جفاف المحل. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني