الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تاب تاب الله عليه وليستتر بستر الله

السؤال

العادة السرية أحد الأشخاص فعلها وهو لا يعرف إنها حرام، وعندما عرف تاب في الحال توبة صادقة
وهو الآن قلق على مستقبله و يبكي ولا يقدر على العيش بسبب ندمه الشديد ولا يقدر على أن يصارح أحدا وهو في ال15 أرجو أن تطمئن قلبه ليعيش حياة سعيدة0

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 7170، حكم العادة السرية وأنها حرام، ولكن من وقع في ذلك أو في غيره من المحرمات ثم ندم على تلك المعصية فتاب فإن الله يتوب عليه، ولا يجوز له أن ييأس من عفو الله وتوبته ومغفرته، فقد قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} وقال: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)

فمن وفقه الله سبحانه وتعالى للتوبة فليبشر بتوبة الله عليه، فإنه وعد بذلك لمن تاب فقال: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {النساء: 17}

وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 5976.

وأما عدم إخباره بذلك فهو الصواب والأولى، فلا ينبغي للمسلم أن يفضح نفسه وقد ستره الله، فقد أخرج مالك في موطئه من حديث زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، وهو عند البيهقي وعبد الرزاق أيضا، فليتب إلى الله سبحانه وتعالى ولا يخبر أحدا بمعصيته تلك، وليراجع الفتويين التاليتين: 17160، 57184.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني