الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا أحب الله عبدا ابتلاه

السؤال

أنا شابة من العراق وقد لجأت إليكم بعد أن غلقت بوجهي كل الأبواب أنا أشعر بأني تائهة وضائعة ولا هدف أو معنى لحياتي، وأشعر أحيانا برغبة في البكاء ومشكلتي لا يوجد من يسمعني أرجوكم ساعدوني وما زاد حالتي سوءا ما يمر به بلدي من أوضاع سيئة جدا جدا جدا وهذا ليس حالي وحدي بل معظم صديقاتي ولكن حالتي أسوأ منهن لأني حساسة جدا ولأني وحيدة أيضا أرجوكم أريد حلا لأني لم اعد أحتمل حياتي التافهة هذه

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وإن الجنة هي دار السعادة والأفراح، ولو كان هناك من يستثنى من البلاء في الدنيا لكان الأنبياء، ولو أنك طالعت سيرة محمد خير البشر صلى الله عليه وسلم لوجدته ينتقل من ابتلاء إلى ابتلاء، فقد ولد يتيما وعاش فقيرا وكذبه قومه وأخرجوه من بلده إلى غير ذلك من الابتلاء ولكنه صبر لأنه يعلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه وأن المرء يبتلى على قدر دينه. قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. رواه الترمذي وحسنه.

فاصبري على ما أنت فيه واحتسبي الأجر عند الله فستجدين عاقبة ذلك خيرا، واعلمي أن ما أنت فيه من الضيق قد يكون بسبب ضعف الإيمان فإن الراضي بقضاء الله وقدره يجد سكينة في نفسه بعد وقوع البلاء ويحمد الله على أن ما أصابه من البلاء لم يكن في دينه.

فثقي بالله وأحسني الظن به واعلمي أن أقدار الله كلها خير وإن كانت مؤلمة في ظاهرها. قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.

وانظري الفتوى رقم: 51946، والفتوى رقم: 15197.

هذا، ولتعلمي أن الله تعالى قد خلقنا لغاية عظيمة وهي أن نعبده ولا نشرك به أحدا وأن نعمر الأرض وفق شريعته سبحانه. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56} فلا تجعلي الهموم تستهلكك وتلفتك عن الغاية التي خلقت لأجلها، واسلكي سبل زيادة الإيمان من استماع للقرآن وقراءته بتدبر ومن مداومة ذكر الله ومن شهود مجالس العلم والخير.

وننصحك كذلك بأن يكون لك صحبة من الفتيات الصالحات الدينات وأن تتعاوني معهن على الخير من طلب للعلم النافع ومن إنكار للمنكرت المتفشية في المجتمع من حولك ومن دعوة الفتيات الأخريات إلى الاستقامة وسلوك طريق الهداية وانظري برنامجا للمبتدئين في طلب العلم في الفتويين التاليتين: 59868، 59729.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني