الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين دراسة العلم الشرعي والمناهج الدراسية

السؤال

إذا كانت المناهج الدراسية بإجماع العلماء غير صالحة ولا تبني أمة كأسلافنا، فكيف يمكن الجمع بين إرضاء الوالدين بالمذاكرة والتفوق وإرضاء الله سبحانه وتعالى بطلب العلم النافع وكيف تكون نيتي حيث إنني أحيانا أشعر بضيق من هذه المناهج؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحكم على المناهج الدراسية جميعها بعدم الصلاحية لا يخلو من مبالغة، فلا ينبغي الحكم عليها بإطلاق فمنها ما هو صالح ومنها ما فيه دخن ومنها ما هو فاسد، ومهما كانت فلا ينبغي للمرء المسلم أن يتكل عليها في معرفة أمور دينه وطلبه للعلم النافع.

ولا يتعارض الاجتهاد والمذاكرة لأجل التفوق وإرضاء الوالدين مع السعي في طلب العلم النافع وتحصيله إذ يمكن استغلال الإجازات في ذلك السبيل وأوقات الفراغ الكثيرة، ومما يعين على الجمع بينهما تنظيم الوقت ورسم الهدف وتخطيط المنهج والهمة العالية.

ولم يكن السلف رحمهم الله تعالى يتخصصون في فن دون آخر بل كانوا في الأغلب جامعات متنقلة قد خبروا القرآن والحديث والفقه واللغة والتاريخ والسيرة والطب وعلم الفلك والحساب وغيره.

فعليك أن ترضي والديك بتحقيق رغبتهما في الاجتهاد والتفوق، ولم تذكر ممانعتهما فيما عدا ذلك، فلتحقق لهما رغبتهما ولتحقق لنفسك رغبتها في التضلع من العلوم الشرعية النافعة فتجمع بين الحسنيين. وقد بينا الواجب فيما إذا تعارضت رغبة الولد مع رغبة والديه، وذلك في الفتوى رقم: 6759، وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 47055.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني