الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق الصحيح لاستفراغ الشهوة

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة لدي مشكلة مع العادة السرية، فأنا أعرف أنها مضرة لي ولكن لا أستطيع أن أتخلى عنها وأمارسها كل أسبوع تقريبا صراحة أنا أريد التخلي عن هذه العادة السيئة لما فيها من مضرة، ولكن كيف علي أن أزيل هذه الرغبة الجنسية العارمة، هل يجوز لي أن أقرأ أو أتخيل المواضيع التي تجعل الإنسان يقذف بدون استعمال العادة السرية، أو هل يجوز لي أن أنظر إلى الصور الجنسية (المرسومة رسما أي أنها صور متحركة وليست أفلاما تمثل بواسطة أشخاص)، أم ماذا أفعل لفض الرغبة الجنسية؟ أرجو أن تردوا علي بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بين الله تعالى الطريق الصحيح لاستفراغ الشهوة، فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7}.

وبين صلى الله عليه وسلم طرق الوقاية والعلاج لذلك فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

ولم يرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى العادة السرية أو التخيل لما ينتج عن ذلك من أضرار صحية ونفسية، كما بينا في الفتوى رقم: 2283.

وقد ذكرنا وسائل معينة بإذن الله تعالى على ترك ممارسة تلك العادة السيئة في الفتوى رقم: 52466.

وأما حكم النظر إلى صور النساء في الرسوم المتحركة فانظره في الفتوى رقم: 53194.

وكذلك قراءة القصص المثيرة للشهوة وما فيها من بذاءة وفحش وتخيل ذلك كله من الأمور المحرمة لما يثير من غرائز كامنة ويؤجج من نيران الشهوة، كما أنه يكدر القلب وهو من وسائل الوقوع في الحرام، وسبب لمقارفة الفجور والآثام، وكسرة شهوة النفس بالمعاصي أمر مستحيل كما قال القائل:

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها * إن الطعام يقوي شهوة النهم

وعلاج ذلك إنما هو في الأمر الرباني والهدي النبوي كما بينا، إما الزواج أو الصوم مع غض البصر عن المحرمات وعدم سماع الأغاني، فالغناء بريد الزنى، وانظر الفتوى رقم: 19463 والابتعاد عن كل ما يثير الشهوة ويؤجج نارها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني