الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تطهير البدن والثوب من المذي

السؤال

فضيلة الشيخ عندي مشكلة باتت تؤرقني وتمنعني عن أداء الفرائض والعبادات في أوقاتها، ألا وهي أنه كثيراً ما ينزل مني المذي، فأنا أحتاج لوقت طويل حتي أتطهر منه وهذا يزعجني جداً لأن هذا يجعلني أمكث في الحمام فترة طويلة، بدأت أجمع الصلوات ولا أقرأ في المصحف الكريم، لا أدري ماذا أفعل بهذا، أكره المذي وأدعو الله بأن يخلصني منه، بدأت بالإهمال في الفرائض وأصبحت لا أصلي السنة، يستغرب مني أهلي من طول مكوثي في الحمام وهذا يسبب لي الإحراج.... ماذا أفعل بالله عليكم فقد كنت مداومة ومنتظمة على فعل الطاعات، ولكن عندما علمت بأن المذي من النجاسات انقلب كل هذا إلى العكس وكنت أتمنى أن لا أعلم بذلك وأدوام على طاعة الله الكاملة، بعدها أستعيذ بالله من الشيطان، بدأت أكره نفسي، أحس بأن المذي نقمة مسلطة علي!!! حتي عندما أود بالليل أن أصلي القيام أتذكر أن علي بالطهارة، أبدل رأيي وأرجع للنوم، أنا أتالم بشدة من هذا ولا أعلم ماذا أفعل بهذا، أفيدوني ولا تهملو سؤالي هذا؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم لك الشفاء العاجل مما تعانين منه، ثم نقول وبالله التوفيق: الظاهر أن الذي بك لا يخلو من وسوسة، وأفضل علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها لأن تتبعها سبب لتمكنها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 51239، والفتوى رقم: 51601.

فاغسلي ما أصابه المذي من ثوب أو بدن من غير مبالغة، ثم بعد ذلك يستحب نضح الفرج وما حوله من الثوب قطعاً للوسوسة، كما تقدم في الفتوى رقم: 69985.

ولا ينبغي لك المكث في الحمام فوق الحاجة لما يترتب على ذلك من مضار، وراجعي الفتوى رقم: 60499.

وإذا تحققت من خروج المذي وكان يتوقف عنك نزوله وقتاً يكفي لأداء الوضوء والصلاة فلا تنطبق عليه أحكام السلس، ولا يحق لك في هذه الحالة جمع الصلوات، لأن الجمع المذكور إنما يرخص فيه لصاحب السلس، كما سبق في الفتوى رقم: 24945.

وعليك الحذر من التفريط في الصلاة أو تركها لأنها هي الركن الثاني من الإسلام، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بالصلاة أو يضيعها، قال الله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وقال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.

ومن الآثار السلبية لهذه الوسوسة عليك إعراضك عن القراءة في المصحف والتكاسل عن قيام الليل فهذا كله من وساوس الشيطان وكيده لحرمانك من ثواب هاتين الطاعتين العظيمتين، لأن الشيطان لا يألو جهداً في حرمان المسلم من الخير وإدخال الحزن والحرج على قلبه، فجاهدي نفسك في سبيل الإعراض عن مثل هذه الشكوك والوساوس فهذا أفضل علاج لمثل هذه الحالة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني