الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأديب النفس مالياً لحملها على ترك المخالفة

السؤال

أود أن أسأل فضيلتكم حول جواز الصوم كعقوبة للنفس، حيث أني أقوم بصوم يوم إذا فرطت في سنة من السنن الرواتب، أو إذا قمت بالحلف وأنا في حالة غضب (حتى لو وفيت)، وكنت قد سمعت قصة عن أحد التابعين الذي كان يتصدق بدرهم عندما يقوم بالنميمة، حتى تخلص منها، فأعجبتني الفكرة، وقلت أستخدم الصوم للتخلص من تهاوني في السنن، ومن حلفي عند الغضب (بما لا أقوم بالحلف عليه لو كنت غير غضبان)، وقيل لي إن تصرفي هذا قد يكون بدعة، فهل هو كذلك، وأنه غير جائز، وماذا تقترحون علينا لتربية النفس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع من أن يعاقب الإنسان نفسه معاقبة مالية لارتكابه معصية من المعاصي، كما فعل كعب بن مالك رضي الله عنه حين انخلع من ماله صدقة إلى الله ورسوله، كما في الصحيحين ولفظ البخاري: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك بعض مالك فهو خير لك.

كما أنه لا مانع أن يعاقب نفسه عند ارتكاب الذنب أو ما لا يليق القيام به بالصوم لله تعالى، ومنع نفسه مما تشتهيه من شهوة البطن والفرج فذلك سبيل للتخلص من الوقوع في الحرام والتأديب لها، ولا يكون ذلك بدعة مذمومة.

ولا تلتفت إلى شعورك بأنك ما تركت الذنوب إلا خوفاً من الصدقة، فإن تركك للذنوب خير من ارتكابها على كل حال، ثم إن الذي حملك على تأديب نفسك -بما ذكر- هو الخوف من الوقوع في الذنوب، وما حملك على الخوف من الوقوع فيها إلا خوف الله، فالدافع الحقيقي في الكل هو خوف الله، فلا تلتفت إلى وساوس الشيطان، ومداخله الخبيثة، وامض فيما أنت فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني