الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الإدمان على العادة السرية

السؤال

لا أعلم كيف أبدأ لكنى أعلم أن سؤالي قد تمت الإجابة علية كثيرا، وقد تم تقديم كثير من الحلول والشرح ولكن ما سأقصه عليكم يستحق التدبر والإجابة حتى ولو كنتم أجبتم على مثل هذا السؤال كثيرا .
لي أخ اصغر مني ب 11 عاما وعنده 21 سنة و لقد تمت تربيته على يدي ورأيته ينمو أمام عينى فلذلك أحبه حبا جما ..... أخي متدين ومستقيم تارة ومكتئب ومحبط تارة أخرى ....... كنا نراه في ذلك الحال وكنا نقول عادى لأنه في فترة المراهقة ولكن اكتشفنا أنه يمارس العادة وواجهناه بالحقيقة واتخذنا معه كافة الإجراءات وكافة النصائح ولكم ملخص ما حدث :
أخي أصبح كالمجنون وفشل في دراسته ورسب أربع سنوات وخارت قواه من الصوم وعدم الأكل وكثرة الممارسة وأصبح وحيدا لا يتكلم مع أحد حتى أنا، وكثيرا ما تصيبه حالة هيستيرية ويكسر أثاث البيت وهو يصرخ مش قادر ابطل مش قادر ابطل مش قادر ابطل وكثيرا ما فكر في الانتحار
1. فكرت في أن أزوجه لكن من ستتزوج فاشلا لم يكمل تعليمه.
2. وجدنا له عملا جيدا ومحترما بالرغم من عدم وجود الشهادة، ولكنه يذهب للعمل وفجأة يقول لا لن أعمل ولن أذهب للعمل أنا فاشل (بالطبع عند ما يمارس ).
3. غيرنا له مجرى دراسته لأنه قال إن الكلية هي السبب، ولذلك اعتقدنا أن ما يوجد في الكلية من مثيرات هي السبب !!!!!!!!
4. تحدثنا معه كثيرا ويقتنع ويبكى ولكن سرعان ما يعود.
5. أدخلناه في وسط صحبة صالحة تعينه على العبادة وشغل وقته في أشياء مفيدة لكن سرعان ما يعود.
6. ذهبنا به إلى سكن جديد وأصبحت حياته مسجدا ونادي للرياضة والدراسة والتغذية وكانت هذه أحسن الأفكار التي استمرت شهرا واحدا فقط ثم عادت ريما لعادتها القديمة !!!!!!
7. في يوم من الأيام أبعدناه عن المدينة بأسرها ولكن مثل ما فات حدث ما حدث !!!
كثيرا ما نراه يصلي الليل كله باكيا سائلا الله عز وجل العفة وكشف البلاء.
في النهاية بعد كل هذه المحاولات أخبرتة أنه من الممكن أن تعتبر العادة السرية ليست حراما وأن تمارسها ثم تستغفر الله حتى يستريح ضميرك وأن لا تفشل وتهدر مستقبلك من باب أخف الضررين
أعلم أن ما أقوله غير صائب ولكن أستحلفكم بالله ماذا نفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي ينحدر ويهدر مستقبله وأصبح معقدا نفسيا وغير قادر على التفاعل مع المجتمع مكروها من أصحابه وممن حوله - أقسم لكم بالله أنه أصبح من المشردين بعد ماكان شابا يافعا ينبض بالحياة محبوبا من كل الناس .
اتفقت مع أخي أننى سأبعث لكم وأننا سننفذ ما تفتونا به لأنه لم يقتنع بما قلته له، وأصدقك القول ولا أنا مقتنع ولكن ما هوا لحل ؟
أخي كالمدمن أفتونا ما هو الحل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن ارتكاب المحرمات والإصرار عليها من أعظم أسباب الحرمان من الظفر بالمطلوب، ومن أكبر أسباب نزول المصائب. قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{الشورى:30}

كما أن الإعراض عن ذكر الله سبب في تعاسة الحياة، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طـه:124}.

وقد يحرم المرء من الرزق بسبب ذنب أصابه، روى الإمام أحمد من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

فلعل إدمان أخيك على هذه الممارسة السيئة هو السبب فيما هو فيه من سوء الحال.

فعليه أن يتوب إلى الله ويكثر من الذكر والاستغفار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا. رواه أبو داود وابن ماجه.

كما نوصيه ونوصيكم بالدعاء له، فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}. وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}

ولك أن تراجع في شروط إجابة الدعاء فتوانا رقم: 2395.

ونسأل الله أن يصلح حال أخيكم، ويسلك به صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني