الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل إرشاد الزوج الظالم العاصي

السؤال

شكرا لكم على جهودكم الطيبة اللهم اجعله في ميزان حسناتكم .
مشكلتي مع زوجي أني أريده ولا أريده ، لا يقدر تعبي إني أم 5 أطفال أكبرهم 9 سنوات وأصغرهم سنة 3 بنين ، 2 بنات ، أعمل من 7- 2 ظهراً سكرتيرة وليس لدي خادمة ، أقوم بصرف راتبي على الحضانة والروضة وأغراض الجمعية وأغراض المدرسة والمصروف اليومي للمدارس ، يصلي لكنه لا يحافظ على المواقيت ولا يصلي في المسجد إلا يوم الجمعة ، في أشياء كثيرة أخبره بحرمتها ولكنه يفعلها مشاهدة الأغاني الهندية الخليعة ، المشاهد الجنسية الخليعة ، يرغب في الوطء من الدبر ، لا يقدر تعبي ولا يشعر لا يهتم بأخذ الأطفال إلى الألعاب أو الجلوس معهم ، حتى الجمعية يأخذنا بعد طول إلحاح وترجي مع أنني أصرف من راتبي ، بطاقتي للصراف الآلي قد أخذها وهو الذي يسحب لي المصروفات التي ذكرته بعد طول إلحاح وترجي ويصرف بقية المبلغ هو بحجة أنه راتبه لايكفي علماً ، بأن راتبه 3000 وأحيانا يزيد ، الخبز والفواكه والأشياء الأخرى هو يشتريها ، لأنه اشترى سياره بقسط شهري 1500 ريال من بنك ربوي ، طلبت منه الاستخارة وأن يقترض من بنك إسلامي رفض بحجة أن الفائده أكثر ، أريد الطلاق وفي نفس الوقت لا أريد ، أحس أن بعده عن ربه هو السبب ، أحيانا أبيت في بيت أبي يغلق الهاتف وأترجاه يأتي لأخذنا ، يتضايق كثيراَ من إزعاج أبنائه وبعثرتهم يتهمني دائماَ بأنني قذرة وغير نظيفة علماً بأن البنت 4 سنوات ، والأخرى 2 سنة والولد سنة هم الذين يقومون برمي الأوساخ أو عند الأكل ، محتاجة إلى شخص يأخذ بيدي ويساعدني ، ألجأ إلى الله دائما وأدعوه ليهديه ويفرج وأنا متزوجة من 10 سنوات ولكنه لم يتغير علماً بأنني استخرت قبل الزواج منه ، أخشى أن أفعل في يوم من الأيام شيئا خطأ أندم عليه. بقية حياته خاصة أنه جاف في علاقاته ولا أسمع منه إلا ثلاث جمل ، بكسر راسك ، حمارة كلبة ، غير متربية وكل هذا الأشياء أمام أبنائي ، وخاصة أنني أعيش في منزل عائلته الكبيرة ، أي شيء لا أنفذه بسرعة أو لا أنفذه معناه أنني عنيدة ، في جواله صور فيديو خليعة ، وحتى الرسائل البريدية تكون وسخة ، أرجو الدعوة والإرشاد إذا أمكن ، الدعوة بالصبر ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك الهموم والغموم ، وأن يصلح لك زوجك ويهديه سواء السبيل. ونرشدك أيتها الأخت الكريمة إلى أمور :

أولها : أن تلوذي بالذي بيده مقاليد السموات والأرض ، فتكثري من الدعاء لنفسك ولزوجك بأن يهديه الله تعالى سواء السبيل, وأن يوفقه لترك ما هو عليه من المنكرات .

ثانيا : داومي على نصحه وتذكيره بالله تعالى, وأن الله تعالى مطلع عليه, يعلم سره ونجواه, وأنه مرتحل من هذه الدنيا وبضاعته هي عمله, فإن عمل خيرا وجد خيرا, وإن عمل شرا وجد شرا ، والعاقل هو من أدرك حقارة الدنيا وأنها لا تساوي في ميزان الله تعالى جناح بعوضة ، فجعل الدنيا دار طاعة يتبلغ بها إلى جنات النعيم ، والجاهل هو من اغتر بالدنيا وجعلها مبلغ علمه واتخذها وسيلة لقضاء الشهوات ونيل اللذات، وكانت جسرا له إلى النار ، ونوعي وسائل النصح كالشريط النافع والكتاب المؤثر ونحو ذلك .

ثالثا: ذكريه بأهمية الصلاة وفضلها وإثم تركها ويمكنك الاستفادة من الفتوى رقم : 6061 .

رابعا : بيني له حرمة السب والشتم وأثر ذلك السيء على الأبناء من حيث التماسك الأسري ، ومن حيث التربية على الأخلاق السافلة ، وننصح بإعطائه الفتوى رقم : 63932 ، والفتوى رقم : 60909 .

خامسا : وسطي من أهلك شخصا عاقلا يقوم بنصحه وضبطه ، وكفه عن المحرمات إن أمكن .

سادسا : النفقة الواجبة لك ولأولادك حق واجب على الزوج يجب عليه القيام به ، فإن تمكنت من إعانته ولم يترتب على ذلك ضرر يلحقك فلا بأس وتؤجرين على إحسانك إلى زوجك ، ولكن نذكرك بأنه يجب عليك في عملك اجتناب الخلوة والاختلاط بالرجال ، فإن كان في عملك اختلاط وخلوة وكنت غير مضطرة إلى العمل فيجب عليك تركه ، وإن كنت مضطرة فيجب عليك تجنب المحظورات .

وأخيرا نقول : إن فعلت ذلك كله ولم يستقم زوجك ويصلح حاله فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه ، ولكن عليك استخارة الله تعالى واستشارة أقاربك ممن يعلم ظروفك قبل الإقدام على فعل هذه الخطوة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني