الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يبطل ثواب الأعمال الصالحة إلا الموت على الردة

السؤال

أولا أشكركم على المجهود الذي تبذلونه من أجل خدمة القراء.السؤال هو : لقد من الله عليَّ بنعمة العمرة هذا العام وبعد نزولي مصر كنت ملتزما دينيا من أثر العمرة وبعد فترة هذا الالتزام الديني بدأ ينقص نوعا ما ثم رجعت للحالة التي قبل العمرة الآن أحاول الالتزام مرة أخرى هل معنى هذا ان ثواب العمرة انتهى ولم يحسب لي ثوابها ؟
وشكرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة ، أما ثواب عمرتك هل هو موجود أم لا؟ فأمر غيبي الله أعلم به, ومن ذا الذي يعلم هل قبل الله منه عمله أم لا؟ فالمؤمن يحسن العمل بالإخلاص لله عز وجل فيه والمتابعة فيه لنبيه صلى الله عليه وسلم، يحسن عمله بذلك قدر المستطاع, ثم يحسن الظن بالله عز وجل أن يتقبله منه ويثيبه عليه, فالله لا يضيع عمل عامل وإن قل, قال الله سبحانه : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة: 7 ـ 8 } ولا يبطل ثواب الأعمال الصالحة إلا الموت على الردة والعياذ بالله لقول الله تعالى : وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة: 217 } وبعض أهل العلم يقولون: إن السيئات تحبط الحسنات، كما أن الحسنات يذهبن السيئات، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله, فيحرص المسلم على الحفاظ على صالحاته باجتناب المعاصي ما استطاع, فإن هفا وزل فليتب ، فبادر بالتوبة وابتعد عن المعاصي ليحسن الله لك الخاتمة .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني