الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مسلم مقيم في إحدى الدول الأجنبية ولدي قطة وأريد إجراء عملية لها حتي لاتقوم بالإنجاب نهائيا , سؤالي هل هذا حرام أم حلال؟ وحيث إني لا أستطيع الاهتمام بأبنائها إن أنجبت واستمرت بالإنجاب خاصة في بلد تقتل فيه الحيوانات غير المملوكة حيث تجمع وتوضع في غرفة واحدة وتقتل بالغاز يحدث هذا شهريا للعديد من القطط التي ليس لها مالك .
فما الحل ؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقطع الإنجاب عن هذه القطة من الفساد في الأرض الذي ورد النهي عنه في قول الله تعالى : وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ { البقرة : 205 } كما أن قتل القطط لغير غرض شرعي حرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما من إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عزوجل عنها . قيل يا رسول الله ، وما حقها ؟ قال يذبحها فيأكلها ، ولا يقطع رأسها يرمي بها . رواه النسائي ، والوعيد الوارد في هذا الحديث يشمل قاتل الحيوان الذي يؤكل لحمه والذي لا يؤكل لحمه ، وعليه فكان من الصواب أن لا تتخذ قطة أصلا ، حتى تتجنب كلا من قطع الإنجاب عنها وتعريضها للقتل ، وإذا أمكنك أن تتخلص منها بطريقة لا تعرضها بها إلى القتل أو التعذيب فذاك صواب أيضا ، وإن كنت محتاجا إليها أو تعذر عليك التخلص منها بطريقة شرعية ، فلك حينئذ أن تقارن بين قطع الإنجاب عنها ، وبين تعريض نسلها للقتل ، وتعمل بما كان أخف ضررا في المسألتين ، فإن الشرع مبناه على جلب المصالح أو تكثيرها ودفع المفاسد أو تقليلها .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني