الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من تزوج فتاة بدون رضا والديه

السؤال

لي صديق يدرس الآن بفرنسا وقع في فتنة أسأل الله أن يجعل له منها مخرجا.هو يسكن الآن مع صديقته لكنه يحس بضيق وتأنيب ضمير شديدين، ويريد أن يسوي وضعيته بما يرضي الله عز وجلّ ، صديقته هذه فرنسية الأصل( نصرانية) كان على علاقة بها منذ كان في بلده ، أراد الزواج بها لكن أبواه رفضا ذلك وهما لا يعلمان أنه يسكن معها ، حين ذهب ليواصل دراسته بفرنسا أعانته بالمال والسكن وهي إلى الآن تعينه. لا يستطيع الرجوع إلى بلده قبل السنة القادمة، ولا يستطيع الاستغناء عن مساعدتها وهو متعلق بها ويريد أن يتزوجها ، لكن أمه قالت له قبل سفره لن أسامحك ( أو لن أرضى عنك) إن تزوجت سرا ، يريد الزواج بها ليخرج مما هو فيه من الإثم ومن الضيق ويرى أنه الحل الأنسب لكن كلمات أمه تلاحقه ويخاف أن يلحقه غضب من ربه أشد وهو حائر في أمره ؟
أفيدونا وأجركم على الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على هذا الشاب أن يطيع ربه بترك العلاقة المذكورة مع تلك الفتاة التي لا تحل له ، ويجب عليه طاعة والديه في عدم الزواج بها, وليعلم أن الخير كل الخير في رضا الله ورضا الوالدين ، وأن الله سيبدله خيرا مما ترك من أجله هذا هو الحل الأمثل والطريق الأسلم ، وليست هناك ضرورة حسب علمنا تجبره على السكن الدائم مع هذه الأجنبية ، لكنه إن خشي على نفسه الوقوع في الزنا بهذه المرأة فله حينئذ الزواج بها تفاديا لأكبر المفسدتين بارتكاب أخفهما ، ولا يأثم بمخالفة والديه لأنه سيترتب على طاعتهم معصية ، والقاعدة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وتراجع الفتاوى التالية : 63267 ، 39264 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني