الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعمل بالمؤهل الجامعي إن كان قد غش في الثانوية

السؤال

كنت في الصف السادس الإعدادي وبذلت أقصى جهدي وقت الامتحانات وقبل الامتحان بأيام قلائل جاء رجل ومعه ما يدعي أنها أسئلة الامتحانات وأعطانيها وترددت في قبولها ولكن بعد سؤال أحد الشيوخ القريبين قال لي: اطلع عليها دون الاعتماد عليها وكان ذلك، وكانت تاتي نسبة عالية منها في الامتحانات، ومنها ما ياتي حرفيا ومنها ما ياتي مشابها ومنها ما لا ياتي! وكنت شبه معتمد عليها في الوقت الذي يساورني الشك في كل امتحان بأن لا تاتي فأقرأ احتياطا بالمراجعة ولم أكن أريد أن أحصل على المعدل العالي لأباهي به الناس أو أحصل على العلم لأباهي به الناس أو العلماء، ولكن كنت دون تخطيط واضح ولم أكن مثل درجة وعيي الآن لأتقي الشبهات، وكان أن دخلت كلية الهندسة وتخرجت منها بفضل الله وبجهد كبير وظروف الله أعلم بها؟ ولم يكن ببالي أن أتوظف بهذه الشهادة أو العلم الذي حصلت عليه، وإنما اخدم الناس بها ما استطعت، ولكن القوانين حينها أجبرتنا على التعيين، إجبارا لدى الدولة ؟ والآن أنا تبت من هذه الحالة توبة نصوحا إن شاء الله والله أعلم بها، ولكن هل ما أتقاضاه من راتب أعتاش به في ظل هذه الظروف هو حرام؟؟ وكيف وأنا تائب منه؟؟ وإذا كان كذلك فماذا أفعل وقد حاولت الحصول على عمل آخر ولكن لم أحصل عليه لحد الآن؟ وأغلب الوظائف التي أحصل عليها تطالبني بالشهادة؟؟ وماذا أفعل بالعلم الذي حصلت عليه بفضل الله وجهد كبير في الكلية؟؟ أفتونا يرحمكم الله فإن نفسي توسوس لي بأن أكلي وشربي وكل شيء حرام وأني غير مستجاب الدعوة حتى تسممت حياتي واخذت أتخبط ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أي عمل يحول دون الأهداف المقصودة من الامتحان يعتبر غشا وخديعة، سواء كان ذلك بشراء الأسئلة أو بالتسور عليها والاطلاع على محتواها.

والغش والخديعة خلقان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه، ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا.

وقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن غشنا فليس منا. وفي رواية: من غش فليس مني، فما فعله هذا السائل إذا من الاطلاع على أسئلة الامتحان يعتبر خطأ كبيرا، وواجبه أن يتوب إلى الله منه توبة خالصة، هذا فيما يتعلق بما مضى من أمر امتحان الصف السادس الإعدادي، أما الآن وقد ذكرت أنه دخل كلية الهندسة وتخرج منها بفضل الله وبجهد كبير فلا حرج عليه في أن يعمل بالشهادة التي نالها، إذ لا علاقة لها بموضوع الغش طالما أنه قد نجح فيها بجهده الخاص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني