الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لبس ماركات الجينز وآخر الموضات

السؤال

أنا شاب ملتزم ولكن مع طغيان الثقافة الغربية على مجتمعاتنا أصبحت أجد في نفسي حبا لكل أشكالها، واتباعها لا إراديا مع العلم المسبق أن بعض جوانبها لا يجوز شرعا، وهنا هل أحاسب على اتباع تلك الأنماط من باب الترويج لها كلبس ماركات الجينز وآخر الموضة، ومن جهة أخرى ما مدى تواطؤ بعض المسؤولين العرب أصحاب القنوات الفضائية في الترويج لمثل تلك الأنماط و تغريب مجتمعاتنا، وهل أهل الدعوة يأخذون على أيدي هؤلاء المسؤولين أم يخافون سيوفهم
أفيدونا أفادكم الله ....... أبن الإسلام المعذب والضائع بين الثقافات

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأولى بالمسلم أن يكون صاحب عاطفة ربانية لا يتعلق قلبه إلا بما هو محمود شرعا حتى يكون مأجورا على اتباع الشرع فيما يستحب اتباعه من الهدي الإسلامي في اللباس وغيره.

ولا يليق بالمسلم الذي جعله الله تعالى من خير أمة جعلها الله وسطا خيارا أن يظل تبعا للذين هم أخس خلق الله تعالى، كما أخبر سبحانه وتعالى عنهم في قوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ{لأنفال:55}

ثم إنه ينبغي أن يعلم أن الحكم الشرعي من حيث الجواز وعدمه في اللباس أن الأصل هو جواز لبس كل ما لم يكشف العورة أو يكن فيه تشبه الرجال بالنساء أو العكس، والممنوع في التشبه هو مشابهتهم فيما اختصوا به ولم يشاركهم فيه غيرهم إلا ممن هو متأثر بهم، فما كان شعارا لهم تمنع مشابهتهم فيه وما ليس كذلك فالأصل فيه الجواز وإن كان الأولى للمسلم لبس ملابس المسلمين، والأصل كذلك في لبس آخر الموضات هو الجواز لمن يستطيع شراءه إلا أن الأولى هو عدم التكلف في الأمور لما في الحديث: نهينا عن التكلف.

فقد يجد المسلم ثوب الموضة أغلى بكثير مما يساويه في الحسن والقوة من الملابس التي لم تعد موضة، فالأولى أن لا يتكلف في شراء ما هو غال، وينفق الثمن الزائد على أقاربه وأرحامه وعلى ضعفة المسلمين وأيتامهم، فالإنفاق على هؤلاء أولى بكثير من التهالك في اتباع آخر المستحدثات والموديلات.

ويتعين على الدعاة التناصح مع جميع أفراد المجتمع المسلم، والسعي في حمل جميع مؤسساته على اتباع طريق الهدى وأن لا يخافوا في الله لومة لائم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 21112، 56757، 39291، 11223، 33346.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني