الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصيحة لمن تقتات من الزنا وحكم الديوث

السؤال

بنت سورية تزوجت حتى تستر، لكن ربنا ابتلاها بزوج أجبرها أن تعمل بالدعارة وبعد شهرين تقريبا من الزواج طلقها بعد أن رفضت الرضوخ لأمره، وها هي الآن تعمل بالدعارة لتؤمن لقمة عيشها ساعدوني لأساعدها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الرجل الذي يعلم من أهله الخبث أو يقرهم عليه.... يعتبر رجلا فاسدا منتكس الفطرة يستحق غضب الله وعقابه والحرمان من النظر إليه يوم القيامة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث . رواه أحمد والنسائي وغيرهما وصححه الألباني ، والديوث هو الذي يقر الخنا على أهله، وإذا كان هذا الوعيد فيمن يقر ذلك على أهله فلا شك أن الذي يجبرهم عليه أكبر إثما وأشد عقوبة، ومن هذه صفته فمآل زواجه إلى الفشل وبيته إلى الخراب كما حدث لهذا الرجل عقوبة عاجلة من الله تعالى مع ما ينتظره في الآخرة إذا لم يتب إلى الله تعالى .

وأفضل ما تساعد به هذا الرجل وهذه البنت المسكينة أن تنصحهما بالابتعاد عن مستنقع الرذيلة الآسن والفساد الممقوت، وأن يبادرا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، فإن من تاب تاب الله عليه وبدل سيئاته حسنات كما قال تعالى : إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70 } وعلى هذه البنت أن تتقي الله تعالى وتعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، كما قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2 ـ 3 } وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى التالية : 61959 ، 73929 ، 34932 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني