الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اغتراب الولد عن والديه هل ينافي الإحسان إليهما

السؤال

لكم خالص الشكر وجزاكم الله كل الخير لما تبذلونه من جهد من أجل إرشاد الأمة وتوجيها إلى طريق الحق وطريق الجنات العلى ونعم المصير... أما بعد: أنا مهندس مصري أعمل في شركة ذات أجر محدود (مستوى متوسط) والحمد لله رب العالمين، متزوج ولدى طفلتان صغيرتان (ثلاث سنوات وسنة واحدة)، أسكن بمسكن خاص بالقرب من مسكن والدي وهما كبيرا السن (فوق الستين عاما) وهما بصحة جيدة والحمد لله، وأود أن أذكر أنني أقضي بعض الأمور لهما وعلى اتصال وود بهما دائما ولي أخ وأخت وهما أيضا قريبان من مسكن والدي ولكني أقرب منهم (أنا أصغر إخوتي فلي أخ أكبر مسكنه بعيد إلى حد ما عنهما، ولي أخت وسطى متزوجة وتسكن بالقرب منهما)، وهما مثلي كلنا تحت مطلبهم كي نتحسس ما يرضونه وما يطلبونه لكي نفعله من أجلهما، في هذه الأيام يوجد فرصة عمل أفضل من الناحية المادية وهى في بلد عربي آخر -السعودية- وبعد تفكير عميق وجدت أنني إذا وافقت على هذا العمل فنيتي تكون بترتيب تلك الفوائد 1- فرصة لكي أقوم بالحج أنا وزوجتي. 2- البحث عن أرض أفضل تقيم شعائر الإسلام وأيضا حياة أفضل. 3- رفع المستوى المادي لي ولأسرتي مما يعود علي وعليهم بالنفع الدنيوي والتربوي.
ولكن قلقي الأعظم هو والدي (أبى وأمي)، ماذا عنهم؟ هل إذا سافرت يعتبر هذا تخلياً عنهم، وإذا مات أحدهما وأنا بعيد (لا قدر الله ذلك)، فهل هذا ضد الإحسان بهما، إنني في حيرة عميقة هل أذهب لأهدافي أم أنتظر مع والدي، يعلم الله أنني قد صدقت في كتابة كل ما تحمله نيتي حتى تنصحوني بالحل الأمثل، تجربتي في الحياة قليلة وحقا أريد إرشادي؟ عذراً إن كنت أطلت عليكم، ولكم خالص الشكر والجزاء من عند الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً على حسن ظنك بنا، ونسأله سبحانه أن يوفقنا إلى خدمة دينه ونشر دعوته، وأن يجزيك خيراً في حرصك على برك بوالديك.

وإن كان والداك على الحال الذي ذكرت بحيث لا تخشى عليهما معه الضياع، وما دام هذا السفر لا تخشى على نفسك منه الهلاك، والبلد الذي تريد السفر إليه آمن، فلا بأس بأن تسافر إلى هذا البلد. ونوصيك بالاجتهاد في بر والديك والإحسان إليهما بالعودة إليهما متى ما استطعت، والاتصال بهما وتفقد أحوالهما، وتقديم العون لهما ولا سيما عند الحاجة. وراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22708، 60672.

ولو قُدَّر أن مات أحد الأبوين أو أصابهما شيء من الضر، ولم تكن سبباً في ذلك أو يحصل منك تفريط تجاههما فلا يلحقك بذلك إثم، ولا يتنافى اغترابك هذا مع الإحسان إليهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني