الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع إيهام التضارب عن آيتين من كتاب الله

السؤال

أرجو مساعدتي للإجابة عن هذا السؤال في أسرع وقت ممكن، يزعم السائل أن القرآن به تناقض.
س: الأرض قبل السماء أم السماء قبل الأرض، أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {79/ 27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {79/ 28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {79/ 29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {79/ 30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {79/ 31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {79/ 32} مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {79/ 33} النازعات، إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {7/54} الاعراف، قارن أيضاً سورة يونس3:10, وسوره الفرقان 59:25, وسوره السجده 4:32. تناقضها سورة فصلت، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {41/8} قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {41/9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {41/10}، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {41/11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {41/12} فصلت. س: هل أحل الله له أم لا: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ) وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا {33/52} الأحزاب. تناقضها سوره الأحزاب. (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ) أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَة ًمُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {33/50} الأحزاب. س: اتقاء كامل أم جزء منه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون {3/102} آل عمران. تناقضها سوره التغابن. (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {64/ 16} التغابن. وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله سبحانه وتعالى طلب من عبادة الاتقاء الكامل وقيد ذلك باستطاعتهم، فلم يكلفهم -رحمة منه تعالى- بما لا يطيقون فعله، وبهذا يتضح التوفيق بين الآيتين، ويرى بعض أهل العلم أن آية الطلاق ناسخة لآية آل عمران، إلا أن الأولى هو الجمع بما ذكرنا من تقييد الأمر بالاستطاعة كما قال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، وهذا ملخص ما في تفسير ابن كثير والشوكاني والشنقيطي، وراجع في بيان عدم وجود التضارب في آيات القرآن، وفي الكلام على المسألتين الأخريين الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54842، 35560، 69060، 14075، 16483، 71130، 32657، 30565.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني