الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتمام العبد الطائع بالمصالح الدنيوية هل هو مذموم

السؤال

السؤال عن الحكمة العطائية: اجتهادك فيما ضمن لك، وتقصيرك فيمن طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي العظيم الجاه وعلى آله وأصحابة أجمعين..
سيدي سؤالي حول هذه الحكمة العظيمة كيف لي أن أوفق في اجتهادي في عملي وطلبي أن أطور نفسي بالعمل لأحصل على أفضل المراتب حتى لو احتاج الأمر لتغيير العمل بل والانتقال من بلد لآخر لكسب الرزق أي التخطيط للمستقبل كما يدعو إليه كثير من دعاة العصر وباسم الإسلام وسوق الأحاديث الشريفة مثل صناع الحياة والدكتور إبراهيم الفقي وبين هذه الحكمة دون أن أكون ممن انطمست بصيرته والعياذ بالله، وخصوصا أنني أعمل بالغربة والآن وبعد اتخاذ الأسباب بالبحث عن عمل في بلدي وجدت العمل المناسب فهل سعيي بالبحث وتطوير نفسي أو اتخاذ القرار في تغيير عملي إلى بلادي هو اجتهاد فيما ضمن لي؟ لكم جزيل الشكر إن سمح وقتكم للإجابة وإن لم يسمح فلكم مني الحب والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اهتمام العبد الطائع لله تعالى والمستقيم على دينه بما تطمح له النفس من تحقيق المصالح الدنيوية لا حرج فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.

وإنما المذموم إيثار الدنيا على الآخرة، والانهماك في تحصيل الرزق المضمون، وتضييع المأمورات التي كلف بها العبد، فيحرص على الحضور بمتجره ويضيع الحضور للصلاة في الجماعة، ويحرص على الترقى في تخصصه الدراسي، ويضيع تعلم ما يصلح به دينه من تعلم أمور الإيمان والعبادات، ويحرص على إرضاء من يرى أنهم يفيدونه في مصلحة دنيوية، ولا يهتم بإرضاء الله الذي بيده تحقيق مصالح العباد في الدارين.

فاحرص أخي على الاهتمام بدينك، واهتم أيضاً بما تطمح له من تطوير نفسك، وأنفق مما تتحصل عليه في وجوه الخير كالإنفاق على الأهل وصلة الأرحام ومنفعة المسلمين، ويلزمك التحري في البعد عما يخدش دينك أو يؤثر على الاستقامة من ترك الطاعات والانشغال عنها أو مخالطة أهل الضلال والفساد ومشاركتهم فيما هم فيه. وإن عرض أمام خياران في أمر ما فاحرص على الأسلم لدينك دائماً، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71143، 58722، 63043، 57583.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني