الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رحمة الله لا يتعاظمها ذنب

السؤال

بعض الناس يرى أن صدام حسين شهيد، مستدلا بحديث البخاري في الشخص الذي قتل مائة نفس ثم غفر الله له يشير لما خرج مهاجرا إلى القرية الصالحة... أرجو بيان الحكم في ذلك، وتوجيه الحديث المذكور، وهل الحاكم الظالم القاتل الطاغية إذا تاب، وقُتِل يمكن أن يكون شهيدا، وما حكم جرائمه السابقة... أشكركم على هذا الموقع العظيم وهذه الخدمة العظيمة المباركة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رحمة الله واسعة لا يتعاظمها ذنب فهو واسع المغفرة، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا {الفرقان:68} ونزل [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ {الزُّمر:53} ومن أدلة ذلك أيضا الحديث المشار إليه بالسؤال وهو حديث الذي قتل مائة نفس فقد غفر الله تعالى له كل تلك الجرائم عندما علم منه صدق التوبة، وذلك على الله يسير.

وأما لفظ الشهيد فيطلق في الأصل على من قتل وهو يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله. وراجع لمزيد الفائدة الفتويين:80080، 80209.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني