الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخير كل الخير في ثبات المسلم على دينه

السؤال

هذه الأيام يقوم المسلم في مملكة تايلاند في مهمات (حصل الوظيفة)، في حكومة لا سيما سياسيين ودبلوماسيين ولا شك ان عادات وتقليد هذا البلد تختلف عن الدول الإسلامية كل شيء عندهم متعلق بالديانات كمثل عيد الميلاد جلالة ملك تايلاند، إن حكومة مملكة تايلاند تدعو مندوبا لكل الأديان ليشاركوا في دعوة لجلالة الملك حسب الأديان، وهذه جزء من، السؤال الأول: هل يجوز أم لا وكيف تصلح هذه الحالة حيث كل الأديان في هذ البلد يشتركون وكيف نحن، إن الدبلوماسيين التايلانديين غير المسلمين حياتهم شرب للخمر والخلوة المحرمة في كل الحفلات لا بد أن يكون فيها الخمر والنساء، فكيف للمسلم أن يشارك معهم في هذه الحالة، وما رأيكم ليكون نصيحة لنا يا أخي الفاضل، قد رأيت معظم الدبلوماسيين العرب (المسلمين) لا يبالون بالحلال والحرام وهذ الجزء من مشكلتنا لأنهم (البوذيون)، يسألوننا لماذا هؤلاء العرب يشربون ويأكلون المأكولات في فنادق خمس النجوم (حيث الطباخ غير مسلم)، ولماذا أنتم المسلمون في تايلاند لا تأكلون حيث إن العرب ملتزمون بالإسلام أكثر من المسلمين في تايلاند، وأحيانأ البوذيون يسألوننا عن مذاهب السنة والشيعة وعن كيفية العبادات لأن حياتنا اليومية مختلطة معهم، ورأي علماء الدين عندنا يختلفون ويقولون بعضهم يجوز وذلك لمصلحة المسلم في المستقبل وبعضهم يقول لا يجوز لكم دينكم ولي دين، فما رأيكم في بلادنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم أن يحفظ لكم دينكم، وأن يجعلكم هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين، وأن يرزقنا وإياكم الثبات وحسن الممات، واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يشهد شيئاً من أعياد المشركين، وقد سبق أن بينا هذا الأمر في الفتوى رقم: 4586، والفتوى رقم: 8327.

ومشاركة الآخرين في هذه الأعياد لا تسوغ للمسلم المشاركة فيها، والخير كل الخير في ثبات المسلم على مبادئ دينه، فهي التي قد تكسبه احترام الآخرين له، ولكم أسوة حسنة في المسلمين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، إذ لم يمنعهم كونهم في ضيافة النجاشي أن يظهروا الحق عندما تطلب الأمر ذلك، فقد قال جعفر بن أبي طالب كلمة الحق أمام النجاشي بشأن عيسى عليه السلام، وكانت العاقبة أن أمنهم النجاشي ورفض تسليمهم لوفد مشركي مكة، وتفاصيل هذه الأحداث متوفرة في كتب السيرة، وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول، وراجع فيه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57997، 54640، 68557.

وأما السؤال الثاني فجوابه أنه ينبغي أن تَعلموا وأن تُعلموا من يثير معكم مثل هذه التساؤلات أن المرجع في دين الإسلام هو الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما الحكم على تصرفات المسلمين، فمن ارتكب محرماً فهو آثم عربياً كان أم غيره، وماذا يكون العربي بغير التمسك بدين الله تعالى؟ وإذا انحرفت بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام عن جادة الصراط المستقيم فهي التي يتوجه إليها الذم لا إلى أصل الإسلام الحق، فالحاصل أنه يحكم بالإسلام على أقوال الناس وأفعالهم، ولا يحكم بأقوال الناس وأفعالهم على الإسلام، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 25438، والفتوى رقم: 19338.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني