الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نية فعل المعصية والتوبة بعدها

السؤال

هل هناك خطأ في أن ينوي الإنسان المعصية والتوبة من بعدها فوراً، وهل يعتبر هذا معصية أو كبيرة، فأفيدوني أثابكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا نوى الإنسان المعصية ولم يعملها ولم يباشر أسبابها ولم يصمم العزم على فعلها فإنا نرجو أن لا يأثم لمجرد تلك النية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ... ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه. رواه أحمد وإسناده صحيح على شرط الشيخين، كما قال شعيب الأرناؤوط.

وانظر في ذلك الفتوى رقم: 27493 في بيان مدى مسؤولية الإنسان عن العزم والهاجس والخواطر، وتكمن خطورة ما ذكره الأخ السائل فيما لو نوى الإنسان فعل المعصية والتوبة بعدها في أنه ربما يفعل المعصية ويأتيه الأجل قبل التوبة، بل ربما يأتيه الأجل وهو مباشر لتلك المعصية والعياذ بالله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأعمال بالخواتيم. رواه البخاري.

فمن ختم له بمعصية فقد شقي والعياذ بالله، ثم إنه لو عاش لربما لا يوفق للتوبة عقاباً له على معصيته، فعلى العبد أن يتقي الله سبحانه وتعالى ويحذر خطوات الشيطان التي يستدرجه بها إلى المعصية فيزين له المعصية ويمنيه بالتوبة بعدها، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:168-169}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني