الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب العاجز عن رد الحقوق لأصحابها

السؤال

الإخوة الأعزاء من المعروف ان شروط قبول التوبة هي الإقلاع عن المعصية والندم على تلك المعصية والتصميم على عدم العودة للمعصية ورد الحقوق لأصحابها . حسنا فإذا توفرت الشروط الثلاث الأولى ولم يتوفر لمن يرغب في التوبة المقدرة على رد الحقوق خاصة اذا كانت حقوقا مادية وصمم أصحاب هذه الحقوق على أن تردها لهم فورا أو تدخل السجن وأنا لدي النية في ردها فما العمل أفيدوني وأغيثوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك بالعزم على التوبة، وننبهك إلى أن أصحاب الحقوق يجب أن تعطي لهم حقوقهم إن لم يسامحوا فيها، لما في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد والترمذي، وقال حسن صحيح.

وإذا كنت الآن غير قادر على رد الحقوق لأصحابها فإنها تبقى في ذمتك إلى أن يتيسر عليك ردها، وعلى أصحاب الحقوق أن ينظروك إلى حين الميسرة، لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:280}

وعلى السلطات التي تسجنك أن تتفهم الأمر، فإن تحققت من إعسارك أقنعت أصحاب الحقوق بوجوب النظرة، وسلمتك من السجن إن شاء الله.

هذا، وننصحك بالاستعانة بالله وسؤاله أن يقضي دينك ويسلمك مما تخاف، ومن وسائل الاستجابة صدق التوبة وطيب المأكل والمشرب والملبس، والدعاء بالأدعية المأثورة في الدَّين، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 75727، 70045، 33345، 47763.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني