الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق بغير ما بأس وتعسف الزوج في أخذ حقوقه

السؤال

أنا شاب تزوجت من فتاة واكتشفت بعد عقدي عليها كم هي مختلفة عني في الالتزام بأمور الدين والأخلاق وأنها لا تعرف قيمة الزوج ووجوب طاعته في كل أمر ما لم يدعها إلى معصية الله تعالى, وبعدما تم الزواج بقيت على أمل أن أكون سبباً في هدايتها وأن أجعل منها زوجة صالحة تعرف حق بيتها وزوجها وابنها ولم أبخل عليها في أي شيء مادياً أو معنوياً، ولكن مع الأسف لم أنجح وبدأت أمها تتدخل في حياتنا ومما زاد الطين بلة أنها يتيمة الأب ولا يوجد رجل يتم الاحتكام إليه. منذ حوالي 20 يوماً حصل بيننا خلاف كبير فقدت فيه السيطرة على نفسي ووصفتها بكلمات لم يكن من المفروض أن أتلفظ بها وقد طلبت مني بعد ذلك أن أطلقها وجاءت أمها إلى البيت وذهبت معها وتركت لي ابنها ولم يكن قد أكمل 11 شهراً. وقد ذهبت قبل يومين لمقابلتها على أمل أن أصل إلى حل معها فاعتذرت منها على ما بدر مني في لحظة غضب وذكرتها بالبيت والعشرة والولد وأن الله أمر المرأة أن تطيع زوجها وأنه لا يجوز للزوجة السماح لأي إنسان مهما كان قريباً إليها أن يتدخل في حياتها مع زوجها ولكنها لم تأبه لكل ما قلت وبدأت تملي علي شروطاً تخالف الشرع ولم تكن موجودة عند العقد فطلبت مني أن أشتري لها بيتاً وأكتبه باسمها وهي تعرف أني لا أملك مالاً لشراء بيت وأن أسمح لها أن تذهب إلى سوق الخضار وحدها وإلى ناد صحي لا أعرف ما يمكن أن ينتظرها فيه وحدها أيضا وغيرها من الطلبات التي ليس لها صلة بالشرع وهي ترى أن من حقها أن تطلب وتفعل كل ذلك. أرجو منكم أن تبينوا لي هل يجوز للمرأة أن تطلب مثل هذه الأمور من زوجها وما عقاب من تطلب الطلاق ولديها كل ما يكفيها وزوجها يعاشرها بالمعروف ولكنه يحاول تقويمها كما أمره الله؟ وماذا أفعل كي أحافظ على هذا البيت وأكسب رضى الله في الوقت ذاته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحياة الزوجية مبناها على التراحم والتسامح والمودة والاحترام المتبادل.. وقد جعل الله- عز وجل- القوامة فيها للرجل وأوجب على المرأة طاعته بالمعروف، ولكن لا ينبغي للمسلم- رجلا كان أو امرأة- التعسف في أخذ حقه، بل ينبغي له أن يكون متسامحا هينا لينا مع أهله؛ فخير الناس خيرهم لأهله كما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خير الناس لأهله.. فكان يقول: خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

ولذلك فلا يحق للزوجة أن ترهق كاهل زوجها بالطلبات المرهقة أو تشترط الشروط المتعسفة، والواجب عليهما أن يتسامحا ويتعاونا على البر والتقوى، ويقوم كل واحد منهما بواجبه فلكليهما حقوق على صاحبه كما قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة: 228} وقال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء: 34}... الآية.

ولا يجوز للمسلمة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير بأس أو ضرر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة رواه أحمد وغيره وصححه الأناؤوط .

والذي ننصح به السائل الكريم بعد تقوى الله تعالى ولزوم طاعته هو التسامح وعدم التعسف في أخذ حقوقه، وأن يستعين بأهل العلم والخير من أهله وجيرانه حتى يتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها.

كما نرجو أن يطلع على الفتاوى التالية أرقامها: 11213، 60452، 80076، 15167، 80794. للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني