الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لا يسمي

السؤال

هل صح أن الشيطان يأكل من الطعام الذي لم تذكر فيه البسملة، وكيف ذلك والطعام لا ينقص منه شيء، وإلى أي حد يمكن أن يؤثر الجن على الإنسان إذا كان صح له تأثير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى الطبراني وغيره: أن رجلاً كان يأكل عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في آخر لقمة قال: بسم الله أوله وآخره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما زال الشيطان يأكل معه حتى قال: أوله وآخره، فقاء الشيطان كل شيء أكله. وفي رواية: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه. والحديث قال عنه الألباني: ضعيف.

قال بعض أهل العلم: وهو محمول على الحقيقة، أو المراد البركة الذاهبة بترك التسمية، كأنها كانت في جوف الشيطان أمانة، فلما سمى رجعت إلى الطعام.

وإذ كنا لا نلاحظ أن مادة الطعام تنقص فإن بركته تنقص أو تزول بالكلية، ولا شك أن الشيطان يأكل وإن كنا لم نشاهد أكله أو نعرف كيفيته، وهو يأكل بشماله، فالمسلم يؤمن بذلك؛ كما ثبت في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموطأ وصحيح مسلم وغيرهما، ونرجو أن تطلعي على المزيد من الفائدة في آداب الأكل في الفتوى رقم: 16952.

وأما عن تأثير الجن على الإنس فإنه يكون بالوسوسة... وربما يتسببون في أذيته بالضرب أو الصرع أو القتل أو غير ذلك لسبب فعله بهم، أو للعبث به، والتسلط عليه، وهذا بالنسبة للبعض وأهل الغفلة الذين لا يتحصنون من الجن بالأذكار والأدعية المأثورة، فقد قال الله تعالى عن عباده المخلصين: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ {الحجر:42}، وقد نص أهل العلم على أن أذية الجن للإنس ممكنة وواقعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في دقائق التفسير: وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم، أو صب عليهم ماء حاراً، أو يكون قد قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى، وهذا أشد الصرع، وكثيراً ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث، كما يعبث سفهاء الإنس بأبناءالسبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني