الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلمة هادية في الإيمان بالقضاء والقدر

السؤال

عذراً إخواني الأكارم فإني لم أستوعب بعد ما هو القضاء والقدر و كيف أحل مشاكلي النفسية وعدم الانصياع لوساوس الشيطان.
و جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القضاء والقدر هو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور، وراجع النهاية لابن الأثير واللسان، وقد قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}.

وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.

وقال الطحاوي: وكل شيء يجري بتقدير الله ومشيئته، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد.. إلا ما شاء، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.

والإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب:

1- الإيمان بعلم الله القديم.

2- الإيمان بكتابة ذلك في اللوح المحفوظ.

3- الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.

4- الإيمان بإيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق، وكل ما سواه مخلوق.

هذا ما يحتاج إليه المسلم في عقيدة القضاء والقدر، أما الخوض في القدر فلا يجوز، فقد نهى عنه صلى الله عليه وسلم، وقال الطحاوي: وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ.

والإيمان بالقدر لا يتنافى مع التوكل على الله عز وجل، والأخذ بالأسباب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، للأعرابي: اعقلها وتوكل على الله. وأمر بالتداوي كما جاء ذلك في أحاديث كثيرة صحيحة، فاحرص على حل مشاكلك بالدعاء والأسباب المشروعة؛ كالعلاج النفسي والرقية ومخالطة الأخيار وعدم العزلة والحفاظ على الصلاة في الجماعة والأذكار المأثورة، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. ولمعرفة بعض سبل العلاج عدم الثقة بالنفس راجع الفتاوى التالية أرقامها: 25496، 75418، 77582،75046 ، 51601.

ويمكنك كذلك استشارة قسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية، ليعطوك بعض التوجيهات النافعة في هذا المجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني