الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من القذف بدون بينة

السؤال

أعيش مع شخص وكانت بيننا صحبة على الخير والمودة , علما بأننا نحافظ على طاعة الله .
وكل منا يعيش في غرفة مستقلة , وذات يوم استقيظت من نومي نهاراً فوجدت دماء في سروالي الداخلي وما يشبه الإفرازات التي تخرج من الدمامل , ومشكلتي الآن هي أنه يسيطر علي إحساس أني تعرضت لاغتصاب من هذا الإنسان الذي ذكرته آنفاً أثناء نومي , وعندما يلح عليّ هذا الإحساس أستنكره لأنني لم أشعر بأي آثار مؤلمة ولكن الشيطان يصور لي أني تعرضت للخيانة من هذا الأخ . وأنا الآن في حيرة من أمري , هل يمكن أن يتعرض الإنسان للاغتصاب دون أن يشعر ؟ وإن لم يكن هذا اغتصاب فما تأويله ؟ الرجاء الإفادة بشكل سريع لأن هذا الأمر يجعلني أعيش في حيرة تامة . وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك قذف صديقك واتهامه لأن ما ذكرته لا يقطع بحصول ذلك الفعل منه، فقد فهمنا من سؤالك أنك لم تشعر أثناء نومك بأي حركة تدل على اغتصاب، ويبعد حصول ذلك في نومك دون شعور به إلا أن تكون قد خدرت، ولعل ما وجدته في ثيابك إنما هو إفرازات منك أو أثر بثرة كانت في جسدك وانفجرت دون أن تشعر بها ونحو ذلك، فابتعد عن الوساوس والتخوف الوهمي مما لم تتأكد منه عن طريق الفحص الطبي الموثوق فيه، واعلم أن اتهام صديقك بذلك دون بينة قذف له، والقذف دون بينة حده ثمانون جلدة ويسقط العدالة، وذلك لما فيه من اتهام البريء وإشاعة الفاحشة والمنكر، وقد قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً {الأحزاب:58}

وانظر الفتوى رقم: 94656.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني