الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز ظلم الشغالة لإرضاء الزوجة

السؤال

أرجو مساعدة مشايخنا وعلمائنا الأفاضل أبقاهم الله تعالى ذخراً للأمة الإسلامية حيث إن موضوعي هو: هل كان تصرفي خطأ أم صحيحا وهو أني قمت ببناء منزل وعند انتقالنا وجدت زوجتي مشقة في العمل اليومي للمنزل حيث كنا سابقا نسكن شقة صغيرة ورحمة بها قمت باستقدام شغالة من الهند ولكن الذي حصل أن زوجتي والشغالة يحدث بينهما سوء فهم، تلك تقول أنا جديدة عليكم لا أفهم تعليمات زوجتك (بواسطة مترجم) وهي تتعجل عليّ أن أفهم كل العمل وبمنتهي السرعة، وزوجتي تقول إنها لا تعمل، لكني أنا أراها تعمل كما أن زوجتي لا تريد أن تترك لها وقت راحة (وقت الظهيرة) بل تريد أن تعمل بصورة متواصلة ومن ثم حصلت مشادة بيني وبين زوجتي على أن لا تريد تلك الشغالة في المنزل وأن أخرجها من المنزل وذهبت بها إلى منزل أختي تجنباً للمشاكل، ولكن أختي قالت لي إنها تريد الشغالة ولما أخبرت زوجتي قالت لي إما أن تسافر الشغالة إلى بلدها الهند أو بكل صراحة أسبب لك متاعب في حياتك مثلاً تطلب الطلاق أو تخبر أهلها بأني فضلت الشغالة عليها، قلت لها يا زوجتي تلك إنسانة فقيرة طالما أنت لا تريديها في المنزل قمت بتصريفها عنك وليس هناك حرج أن تأخذها أختي، قالت طالما هي موجودة في عمان لا أذهـب إلى منزل والدك وأهلك وبذلك أشعر بأن زوجتي تسيء معاملتي رغم والحمد الله تلك الراحة التي وفرت لها مسكن مؤثث ومعيشة طيبة من مأكل ومشرب، سماحتكم هل أسمع كلامها وأسفر الشغالة وبذلك أقطع عليها رزقها أم أكون على رأي بأنه لا حرج بأن تكون الشغالة في منزل أختي طالما أن زوج أختي يصبح هو كفيلها أم هي طالما لا تريدها خرجت من منزلها وليس لها الحق تسافر أو تعمل في البلد، بماذا تنصحونني أثابكم الله تعالى، علماً بأني لم أقم بعمل أي علاقة سيئة مع شغالة وقلت لها هل رأيت مني سوء خلق مع الشغالة قالت لا، لكنني قلبي يرحم تلك الإنسانة الفقيرة تريد أن توفر المعيشة لأهلها في الهند وهي تريد حرمانها من العمل في عمان والشيء الآخر لو أعطيتها أحد أهلها ما فعلت ما تفعله الآن حتى أنها مرة من المرات في أيام إعصار جونو الذي ضرب عمان جاء أهلي للمبيت في منزل نظراً لأن المنطقة التي يسكنوا فيها جاء الوادي في منازلهم وهي كانت في منزل والدها تلك الليلة وتقول لي لم لم تستأذن مني أن يبيتوا أهلك في البيت وقلت لها حرام عليك يا امراة، حتى إذا أحسنت لأحد من أهلي تتذمر أنا تعبت من تصرفاتها هذه حتى أنها لا تذكرني بالمعروف أمام أهلها بل تذكرني بأتفه السيئات هو يحب أهله يذهب يجلس مع أهله لما أصل إلى المنزل من العمل لا تستقبلني أحسن استقبال بل تظل جالسة كما هي أقول لها نزور الناس حتى يزورنا لا تريد، أرجو منك التوضيح هل أنا مخطئ، كيف أتصرف مع شغالة وهي إنسانة مسكينة تريد أن توفر لقمة العيش لأهلها وزوجتي قاسية القلب ليس به رحمة وأنا قلبي رحيم بالإنسان والدواب لا أحب أقطع رزق إنسان أخاف الله تعالى حتى أني لما أقدم صدقة لأي إنسان قريب جار معارفنا من الفقراء والمساكين أبكي في الله تعالى أتمنى بها كفارة ذنوبي.
فأرجو من سماحتكم الإفادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام التقصير لم يكن من جهة الشغالة فإن إرجاعها إلى بلدها رغماً عنها فيه ظلم لها وحرمانها مما أباحه الله تعالى لها من طلب الرزق والبحث عنه، وعليه فلا يجوز لك إرضاء زوجتك بذلك، ولكن يمكن أن ترضيها بغير ذلك مما لا ضرر فيه على أحد، كأن تشتري لها حليا أو بعض الهدايا مما قد يزيل ما في نفسها ويستميل قلبها، وفي الأخير ننبهك إلى أن الشغالة امرأة أجنبية فلا يجوز لمن تشتغل عنده أن يخلو بها ولا أن ينظر منها إلى ما لا يجوز النظر إليه من الأجنبية، كما ننبه أيضاً إلى أن تكليف العامل ما لا يطيقه من الأعمال لا يجوز، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71443، 18826، 1103، 37893.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني