الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض ما يجوز عمله من القربات للميت

السؤال

أسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى في جوار الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بلا حساب وبلا عذاب... آمين.
أتقدم إليكم بسؤالي هذا والقلق ينتابني حيال والدي رحمه الله، والدي توفي منذ سنتين وكان لديه تقصير تجاه رب العالمين وذلك لكونه لم يكن مواظباً على الصلاة المكتوبة, كان يصلي أحياناً وأحياناً لا يفعل كسلاً وليس إنكاراً لوجوبها، كان قليلاً ما يصوم رمضان ويحتج بأنه مريض وعليه أن يأخذ دواء القلب أو أنه ضعيف لا يستطيع, ولكنه كان من المدخنين وأنا أظن أنه لم يكن مواظباً على الصيام بسبب ضعف مقاومته لترك التدخين، كنا في فترة بعيدة من الزمان نملك دكاناً للبقالة وحسب علمي وكما أذكر (حيث إنني كنت صغيراً حينها) أنه لم يكن يخرج زكاة البضاعة التي فيه, وكانت أوضاعنا المادية صعبة, ولم تربح تجارتنا وبعنا الدكان بعدها، كنت أعلم أنه أحياناً ربما امتلك مبلغاً من المال يمكنه من الحج ولكنه لم يحج, وكان دائماً يقول لي أنه يتمنى الذهاب إلى الحج ولكنه لا يستطيع حيث إنه كان يعاني من مشاكل كثيرة وخطيرة في العينين وكان عليه أن يبتعد عن الزحام والشمس والتعب، ولكن بعد وفاته تبرع بعض الناس وقاموا بالحج عنه (أظنهم ثلاثة أشخاص منفردين)، أنا أحببت والدي كثيراُ وكذلك أحبه كل من عرفه وجاء في جنازته والعزاء خلق كثير لم نعرف أغلبهم وكلهم شهدوا له بحسن الخلق وطيب المعشر، وكلما قابلني شخص كان يعرف أبي قال لي رحم الله أباك كان رجلاً ونعم الرجال وكان حسن السمعة؟ لذلك أرجو منكم أن تبينوا لي ماذا يمكنني عمله من أجل البر بوالدي, أنا أحبه وأخاف عليه من عذاب القبر ومن عذاب يوم القيامة؟ جزاكم الله كل خير ورزقني وإياكم الجنة وحرّمني وإياكم على النار.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يتقبل دعاءك ويرحم والدك وجميع موتى المسلمين، ولتعلم أن بإمكانك أن تعمل الكثير مما ينفع والدك بعد وفاته، وإذا كان والدك قد فرط في صيامه فيشرع لك أن تصوم عنه -على الراجح من أقوال أهل العلم- وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 76640 نرجو أن تطلع عليها.

وكذلك إذا كان فرط زكاة وجبت في ماله فإن عليكم أن تخرجوا عنه الزكاة من ماله وذلك قبل قسمة التركة وانظر تفصيل ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 42099 وما أحيل عليه فيها، وأما الحج فيجزئ عنه ما فعله من قام بالحج عنه، كما يمكن أن تنفعه بكثرة الدعاء له والصدقة عنه الجارية وغير الجارية... وغير ذلك من أعمال البر وإهداء ذلك له، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

هذا وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة عن إهداء ثواب القربات للأموات والمرض الذي يعذر به... وكلام أهل العلم حول ذلك وأدلتهم في الفتوى الأخيرة التي أشرنا إليها أعلاه..

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني