[ ص: 235 ] أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون
أم اتخذوا من دونه آلهة وهذا استفهام إنكار وتوبيخ، قل هاتوا برهانكم بينتكم على ما تقولون من جواز اتخاذ إله سواه، هذا ذكر من معي يعني القرآن، يقول فيه خبر من معي على ديني ممن يتبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وذكر من قبلي قال في رواية ابن عباس يريد التوراة والإنجيل وما أنزل الله من الكتب. عطاء:
والمعنى: هذا القرآن وهذه الكتب التي أنزلت قبلي، فانظروا هل في واحد من الكتب أن الله أمر باتخاذ إله سواه، فبطل بهذا البيان جواز اتخاذ معبود سواه من حيث الأمر به.
قال قل لهم هاتوا برهانكم بأن رسولا من الرسل أنبأ أمته بأن لهم إلها غير الله، فهل في ذكر من قبلي إلا توحيد الله. الزجاج:
يدل على صحة هذا المعنى قوله بعد هذا: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون فلما توجهت الحجة عليهم، ذمهم على جهلهم بمواضع الحق، فقال: بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عن التأمل والفكر، وما يجب عليهم من الإيمان.