وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال يريد من الملائكة. ابن عباس:
سبحانه نزه نفسه عما يقولون، بل عباد بل هم عباد، يعني الملائكة، مكرمون أكرمتهم واصطفيتهم.
لا يسبقونه بالقول لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم، وقال ابن قتيبة: لا يقولون حتى يقول، ويأمر وينهى، ثم يقولون عنه كما لا يعلمون حتى يأمرهم.
وهو قوله: وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم ما قدموا من أعمالهم، وما خلفهم وما أخروا منها، أي: ما عملوا، وما هم عاملون، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى قال لمن قال لا إله إلا الله. ابن عباس:
وقال لمن رضي عنه. مجاهد:
وهم من خشيته أي: من خشيتهم منه، فأضيف المصدر إلى المفعول، مشفقون خائفون لا يأمنون مكره.
ومن يقل منهم من الملائكة، إني إله من دونه من دون الله، فذلك نجزيه جهنم قال المفسرون: يعني إبليس؛ لأنه أمر بطاعة نفسه، ودعا إلى عبادته، كذلك كما جزيناه جهنم، نجزي الظالمين يعني المشركين.