الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون  كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون  

                                                                                                                                                                                                                                      وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد الخلد: اسم من الخلود، وهو البقاء الدائم، يقول: ما خلدنا قبلك أحدا من [ ص: 237 ] بني آدم.

                                                                                                                                                                                                                                      يعني أن سبيله سبيل من مضى قبله من الرسل، ومن بني آدم في الموت، أفإن مت فهم الخالدون يعني: مشركي مكة حين قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون.

                                                                                                                                                                                                                                      فقيل لهم: إن مات محمد فأنتم أيضا تموتون؛ لأن كل نفس ذائقة الموت، قالت عائشة رضي الله عنها: استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات وسجي عليه الثوب، فكشف عن وجهه، ووضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه، وقال: وانبياه، واخليلاه، واصفياه، صدق الله ورسوله وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ثم خرج إلى الناس فخطب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ونبلوكم بالشر والخير فتنة قال الوالبي عن ابن عباس: نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، وكلها بلاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن زيد: نبلوكم بما تحبون وبما تكرهون، لننظر كيف شكركم، وكيف صبركم.

                                                                                                                                                                                                                                      وإلينا ترجعون تردون للجزاء بالأعمال، حسنها وسيئها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية