قوله: وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون
وإذا رآك الذين كفروا قال يعني المستهزئين. ابن عباس:
إن يتخذونك إلا هزوا أي: ما يتخذونك إلا مهزوءا به، قال نزلت في السدي: أبي جهل، مر به النبي صلى الله عليه وسلم، فضحك، وقال: هذا نبي بني عبد مناف.
وقوله: أهذا الذي فيه إضمار القول، ومعنى يذكر آلهتكم قال يعيب أصنامكم، قال ابن عباس: يقال فلان يذكر الناس، أي يغتابهم ويذكرهم بالعيوب، وفلان يذكر الله، أي بصفة بالتعظيم ويثني عليه، وإنما يحذف مع الذكر ما عقل معناه، وعلى ما قل لا يكون الذكر في كلام العرب العيب، وحيث يراد به العيب حذف منه السوء. الزجاج:
وقوله: وهم بذكر الرحمن هم كافرون وذلك أنهم قالوا: ما نعرف الرحمن فكفروا بالرحمن.
قوله: خلق الإنسان من عجل قال خلق الإنسان عجولا. قتادة:
والإنسان اسم الجنس، قال الفراء: كأنه يقول بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة.
وقال خوطبت العرب بما تفعل، والعرب تقول للذي يكثر منه الشيء: خلقت منه، كما تقول: أنت من لعب، وخلقت من لعب، يريد المبالغة في وصفه بذلك، ويدل على هذا المعنى قوله: الزجاج: وكان الإنسان عجولا .
وقال لما خلق عكرمة: آدم ونفخ فيه الروح، صار في رأسه، فذهب لينهض قبل أن يبلغ الروح إلى رجليه، فوقع، فقيل: خلق الإنسان من عجل وهذا قول سعيد بن جبير، والسدي، وعلى هذا المراد بالإنسان والكلبي، آدم، وإذا كان آدم خلق من عجل على معنى أنه خلق عجولا، وجد ذلك في أولاده، وأورث أولاده العجلة حتى استعجلوا في كل شيء، والآية نازلة في أهل مكة حين استعجلوا العذاب، قال في رواية ابن عباس عطاء: خلق الإنسان من عجل يريد النضر بن الحارث، وهو الذي قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية.
يدل على هذا قوله: سأريكم آياتي قال: يريد القتل ببدر.
فلا تستعجلون أي أنه نازل.
[ ص: 238 ]