ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين
ونجيناه أي: من نمروذ وكيده، ولوطا وهو ابن أخي إبراهيم، وهو لوط بن هاران بن تارخ ، وكان قد آمن به وهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام، وهو قوله: إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين أي: بالخصب وكثرة الأشجار، والثمار، والأنهار، ومنها بعث أكثر الأنبياء.
ووهبنا له لإبراهيم، إسحاق حين سأل الولد، فقال: رب هب لي من الصالحين [ ص: 245 ] فاستجاب الله دعاءه، ووهب له إسحاق، ويعقوب نافلة النافلة: الزيادة على الأصل، وهو ولد الولد، قال نفله يعقوب. ابن عباس:
أي زاده ولدا من إسحاق، كأنه سأل واحدا فأعطاه الله يعقوب زيادة على ما سأل، قال النافلة الفراء: يعقوب.
خاصة لأنه ولد الولد، وقوله: وكلا يعني: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، جعلنا صالحين أنبياء صالحين بطاعة الله.
وجعلناهم أئمة رؤساء يقتدى بهم في الخير، يهدون بأمرنا يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بذلك، وأوحينا إليهم فعل الخيرات قال شرائع النبوة. ابن عباس:
ولوطا آتيناه حكما يعني: النبوة، وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث يعني إتيانهم الذكور، وما كانوا يأتونه من المنكرات، وأراد بالقرية أهلها، ثم ذمهم، فقال: إنهم كانوا قوم سوء فاسقين وأدخلناه في رحمتنا بإنجائنا إياه من القوم السوء، إنه من الصالحين يعني: من الأنبياء.